نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[142] أبو القاسم ويلقب أيضا أبا الحسن محمد بن

صفحة 38 - الجزء 3

  ومجموع الواحد القهار ليس إلا اللّه تعالى، وهو والصفي الحلبي وابن النبيه لا يبالون بالغلو لهم، وحيث قد تكرر ذكر المغاربة خاصة الأندلسيين بالفضل في الشعر، فلا بأس بذكر عيون ممّا نظموا فمن ذلك قول أبي القاسم الأسعد الشهير بابن بليطة⁣(⁣١) يمدح المعتصم باللّه أبا يحيى محمد بن معن بن صمادح⁣(⁣٢) ملك المريّة أحد ملوك الطوائف:

  برامة ريم زارني بعد ما شطّا ... تقنّصته بالحلم في الشط فاشتطّا

  رعى من أناس في الحشا ثمر الهوى ... جنيا ولم يرع الغراز ولا الخمطا

  وقد ذاب كحل الليل في دمع فجره ... إلى أن تبدّى الصبح كاللّمة الشمطا

  كأن الدجى جيش من الزنج نافر ... وقد أرسل الإصباح في إثره القبطا

  ومنها في صفة الديك:

  كأن أنوشروان أعلاه تاجه ... وناطت عليه كفّ مارية القرطا

  سبى حلّة الطاووس حسن لباسه ... ولم يكفه حتى سبى المشية البطا

  توهم عطف الصدغ نونا بخدها ... فبات بمسك الخال يعجمه نقطا


(١) مرّت ترجمته بهامش سابق.

(٢) محمد بن معن بن محمد بن صمادح، أبو يحيى التجيبي الأندلسي: صاحب ألمريّة وبجانة (Pechina) والصمادحية، من بلاد الأندلس ولد سنة ٤٠٩ هـ. ولي بعد وفاة أبيه (سنة ٤٤٣ هـ) بعهد منه، وسمى نفسه «معز الدولة» ثم لما تلقبت ملوك الأندلس بالألقاب السلطانية لقب نفسه «المعتصم باللّه الواثق بفضل اللّه». وكان كريما حليما ممدوح السيرة، عالما بالأدب والأخبار، شاعرا، مقربا للأدباء. وللشعراء فيه أماديح. وهو صاحب الأبيات المشهورة التي أولها:

«وزهّدني في الناس معرفتي بهم ... وطول اختباري صاحبا بعد صاحب»

قال ابن عذاري: أقام ملكا بمدينة ألمرّية وأعمالها مدة طويلة «قطعها في حروبه ولذاته» وكانت مدته ٤١ سنة، وهاجمه جيش يوسف بن تاشفين وهو يعالج الموت، فجعل يقول: نغص علينا حتى الموت! وتوفي سنة ٤٨٤ هـ وكان من وزرائه أبو بكر بن الحداد الأديب.

ترجمته في: الحلة السيراء ١٧٢ ووفيات الأعيان ٥/ ٣٩ - ٤٥ وسير النبلاء - خ -. المجلد ١٥ والبيان المغرب ٣: ١٦٧ و ١٧٣ وقلائد العقيان ٤٧ والذخيرة، المجلد الثاني من القسم الأول ٢٣٦ والتكملة ١٣٥ والاعلام - خ. والمطرب من أشعار أهل المغرب ٣٤ - ٣٨ و ١٢٦ و ١٧٣ وفي «تقرير البعثة المصرية» ص ١٨ أنها صورت في اليمن نسخة من «مختصر تفسير الطبري لأبي يحيى محمد بن صمادح التجيبي» والكتاب من تصنيف جد صاحب الترجمة، وكان هذا يرويه عن جده ويسميه «مختصر غريب تفسير القرآن للطبري» كما في المطرب ٣٤، الاعلام ط ٤/ ٧ / ١٠٦.