نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[143] الشيخ بدر الدين محمد بن حسين المرهبي

صفحة 48 - الجزء 3

  ألم ترني أستنهض الجدّ عاثرا ... وأستنطق الأقدار وهي أعاجم

  واستنتج الأيام وهي خوايل ... واستسقي بالأنواء وهي حوائم

  وذنبي أني في البلاغة صادح ... وغيري في أسر الفهاهة باغم

  وفي الناس من يستصغر الشعر رتبة ... وما الناس لولا الشعر إلّا بهائم

  فبي ختمت رسل الفصاحة وانتهت ... إلى ابن أمير المؤمنين المكارم

  فتى تسعد الآمال والفضل عنده ... وتشقى القنا في كفّه والدراهم

  بمن ذا من الأجواد يوما أقيسه ... وقد حاد عن مسعاه كعب وحاتم

  أنال الخراد البيض وهي كواعب ... وأعطى عتاق الخيل وهي كرائم

  غدا حاكما شرق البلاد وغربها ... وآمالنا فيما حواه حواكم

  نديماه يوم السلم سفر وعالم ... وخدناه يوم الروع رمح وصارم

  ترجّ نداه للغنى فهو نافع ... ولذ بحماه آمنا فهو عاصم

  تخيلته في الدست بدرا متوّجا ... ولكنه في الحرب ليث ضبارم

  رسائله السمر العوالي إلى العدا ... وكم حمدت سمر العوالي العوالم

  إذا سار أقذى مقلة الشمس عثيرا ... وروّعت الجوزا به والنعائم⁣(⁣١)

  وهي طويلة: من محاسن القصائد.

  ومن رسائله إلى السيد الحسن بن مطهر الرموزي⁣(⁣٢) وهي مشعرة بفضله في المعارف:

  مولانا السيد الإمام أبقاه اللّه، مرشدا إلى الأقوال الشارحة. معرفا للحجة الواضحة. مجددا للأوضاع الحكمية. مقررا للقوانين النظرية. باحثا في العلوم العقلية والنقلية. ناظرا في أنواعها التصورية والتصديقية. ملزوما للإسعاد.

  معروضا للعناية والازدياد. قابلا للألطاف الإلهية قبول لجسم للأبعاد.

  وإن من له جميل الاعتقاد فيك. وحسن الاعتماد بعد اللّه عليك. المدلي إليك بحق الكون على حبيك. الذي شبه التأليف في اقتضاء صعوبة التفكيك. قد رأى الظهور في الكمون. وزهد في الحركة من الأكوان ورضى بالسكون.

  فالاجتماع لا ينافس عليه. والافتراق لا يحزن عليه. فهو لا يستفهم عنه بكيف.


(١) كاملة في نشر العرف ٢/ ٦٢٢ - ٦٢٥، سلافة العصر ٤٧٥ - ٤٧٧.

(٢) ترجمه المؤلف برقم ٥٢.