الحسيني المالكي⁣^(⁣١) في كتاب الزورة الأنيسة⁣^(⁣٢) بفضل مشهد السيدة نفيسة: كان الحسن والد السيدة نفيسة فاضلا أديبا عالما، وأمّه أم ولد، توفي أبوه وهو غلام، وترك عليه [دينا]، أربعة آلاف دينار فحلف ولده الحسن أن لا يظل رأسه سقف إلّا سقف مسجد رسول اللّه ÷، أو بيت رجل يكلمه في حاجة حتى يقضي دين أبيه فوفّاه وقضاه⁣^(⁣٣).

  ومن كرمه أنه أتي بشاب شارب متأدب أيام عمله بالمدينة، فقال: يا آبن رسول اللّه لا أعود، وقد قال رسول اللّه ÷ أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم، وأنا ابن أبي أمامة سهل بن حنيف، وقد كان أبي مع أبيك كما علمت، قال: صدقت فهل أنت عائد؟، قال: لا واللّه، فأقاله، وأمر له بخمسين دينارا، وقال له: تزوّج بها وعد إليّ فتاب الشاب وأجرى له الحسن النفقة⁣^(⁣٤).

  قال: ودخلت السيدة نفيسة مصر مع زوجها إسحاق بن جعفر الصادق #، وكان صالحا من أهل الفضل والدين، عالما، أخذ عنه الحديث وتلقب بالمؤتمن.

  وأما نفيسة فكانت من الصلاح والزهد على الحدّ الذي لا مزيد عليه، فيقال: إنّها حجّت ثلاثين حجّة، وكانت كثيرة البكاء، تديم قيام الليل وصيام النهار، فقيل لها: ألا ترفقي بنفسك؟ فقالت: كيف أرفق بنفسي وأمامي عقبة كؤود لا يقطعها إلّا الفائزون؟، وكانت تحفظ القرآن وتفسيره، ولا تأكل في كل ثلاث ليال أكلة واحدة، ولا تأكل من غير زوجها شيئا، وتوفّيت في شهر رمضان

(١) محمد بن أسعد بن علي بن معمّر بن عمر بن علي بن أبي هاشم الحسين النسّابة بن أبي العباس أحمد القاضي بن أبي الحسن علي المحدث بن أبي علي إبراهيم بن محمد المحدث بن الحسن بن محمد الجواني بن عبيد اللّه بن الحسين الأصغر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب #، أبو علي، المعروف بابن الجواني النسّابة المصري، كان عالما فاضلا نسّابة، ولي القضاء بمصر، وولي نقابة الأشراف بها، وكان عارفا بالعربية، ولد في ٣ جمادى الآخر سنة ٥٢٥ هـ وتوفي سنة ٥٨٨ هـ. وله عدّة مصنفات.

ترجمته في:

خريدة القصر قسم مصر ١/ ١١٧، لسان الميزان ٥/ ٧٤، فوات الوفيات، الخطط المقريزية ٣/ ٣٤١، المصفى في مصنفي علم الرجال ٣٩٣، معجم المؤلف ٩/ ٤٩، منية الراغبين ٣٠٠ - ٣٠٥.

(٢) في الخطط المقريزية: «الروضة الأنيسة».

(٣) الخطط المقريزية ٣/ ٣٤٢.

(٤) ن. م.