[4] أبو إسحاق، إبراهيم بن علي بن سلمة بن هرمة
  سنة ثمان ومائتين ودفنت بخط درب السباع حيث المشهد اليوم، وأراد زوجها أن ينقلها إلى المدينة، فالتمس المصريون أن يتركها ببلدهم لأجل البركة، ويقال إنها حفرت قبرها ودرست(١) فيه تسعين ومائة ختمة، وإنها لما احتضرت خرجت من الدنيا وقد انتهت إلى قوله تعالى: {قُلْ لِمَنْ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} ففاضت نفسها رحمها اللّه تعالى(٢) ونفعنا ببركتها، آمين.
  ومن كراماتها، ذكر المقريزي: إنها لما نزلت مصر مع زوجها نزلت بالممصوصة(٣)، وكان بجوارها دار فيها قوم من أهل الذمّة، ولهم ابنة مقعدة لم تمش قط، فلما كان في بعض الأيام ذهب أهلها في بعض حاجاتهم وتركوا المقعدة عند السيدة نفيسة، فتوضأت وصبّت من فضل وضوئها على المقعدة، وسمّت اللّه، فقامت تمشي على قدميها، ليس لها بأس البتّة، فلما قدم أهلها وعاينوها تمشي أتوا إلى باب السيدة نفيسة وقد تيقنوا أن مشي إبنتهم كان ببركة دعائها، وأسلموا بأجمعهم على يديها، واشتهر ذلك بمصر، وعرف أنه ببركتها(٤).
  وتوقّف النيل بمصر عن الزيادة في زمنها فحضر الناس وشكوا إليها ما حصل من توقّف النيل فدفعت قناعها إليهم وقالت: إلقوه في النيل، فألقوه فزاد حتى بلغ اللّه به المنافع(٥).
  وأسر ابن لامرأة ذميّة ببلاد الروم فأتت إلى السيدة نفيسة وسألتها الدعاء، فدعت اللّه أن يرد ابنها عليها، فلما كان الليل لم تشعر الذميّة إلّا بإبنها وقد هجم عليها دارها فسألته عن خبره، فقال: يا أماه لم أشعر إلّا ويد قد وقعت على القيد الذي كان في رجلي وقائل يقول: أطلقوه قد شفعت فيه نفيسة بنت الحسن، فوالذي يحلف به يا أماه لقد كسر قيدي، وما شعرت بنفسي إلّا وأنا واقف على باب هذه الدار، فلما أصبحت الذّميّة أتت إلى باب السيدة نفيسة وقصّت عليها الخبر وأسلمت هي وابنها، وحسن إسلامها(٦).
(١) في هامش الأصل: «قرأت».
(٢) سورة الأنعام: آية ١٢.
(٣) في الخطط: «المنصوصة».
(٤) الخطط المقريزية ٣/ ٣٤٣.
(٥) ن. م ٣/ ٣٤٣ - ٣٤٤.
(٦) ن. م.