نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[4] أبو إسحاق، إبراهيم بن علي بن سلمة بن هرمة

صفحة 123 - الجزء 1

  وأول من بنى على قبر السيّدة نفيسة، عبد اللّه بن السري بن الحكم أمير مصر من قبل المأمون⁣(⁣١).

  قال المقريزي: ومكتوب على اللوح الرخام الذي على باب ضريحها وهو الذي كان مصفحا بالحديد، وبعد البسملة ما نصّه: نصر من اللّه وفتح قريب، لعبد اللّه ووليّه معد أبي تميم الإمام المستنصر باللّه أمير المؤمنين ~ وعلى آبائه الطاهرين وأبنائه الأكرمين، أمر بعمارة هذا الباب، السيد الأجل، أمير الجيوش، سيف الإسلام، جلال الإسلام، شرف الأنام، ناصر الدين، خليل أمير المؤمنين، زاد اللّه في علائه، وأمتع أمير المؤمنين بطول بقائه، في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة⁣(⁣٢).

  قلت: وأمير الجيوش المذكور وهو بدر الجمّال، الذي جدّد دولة المستنصر بعد خرابها بالقحط، كما سنشير إليه إن شاء اللّه تعالى.

  قال المقريزي: فالقبّة التي على الضريح جدّدها الخليفة الحافظ لدين اللّه في سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة، وأمر بعمل الرخام الذي في المحراب⁣(⁣٣).

  * * *

  وهنا تعلّق بعض الكلام ببعضه، فلنعد إلى ذكر ابن هرمة.

  قال الأصبهاني: كان ابن هرمة يوما قاعدا مع محمد بن عبد العزيز الزهري فمرّت بهما إبل لمحمد بن عمران تحمل علفا، فقال الزهري لابن هرمة: ألا تستعلف محمد بن عمران وهو يريد أن يعرضه لمنعه فيهجوه، فأرسل ابن هرمة في أثر الحمولة رسولا إلى ابن عمران يسأله علفا، فردّ عليه الإبل بما عليها، وقال: إذا احتجت إلى غيرها زدناك، فأقبل ابن هرمة على الزهري وقال: إغسلها عني فإنه إن علم إني استعلفته ولا دابة عندي وقعت منه في سوءة، قال: بماذا؟

  قال: تعطيني حمارك، قال: هو لك بسرجه ولجامه، فقال ابن هرمة: ومن حفر حفرة سوء وقع فيها.


(١) ن. م ٣/ ٣٤٤.

(٢) ن. م.

(٣) الخطط المقريزية ٣/ ٣٤٤.