نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[4] أبو إسحاق، إبراهيم بن علي بن سلمة بن هرمة

صفحة 124 - الجزء 1

  وله في السري بن عبد اللّه، وكان والي اليمامة:

  أفي طلل قفر تحمّل آهله ... وقفت وماء العين ينهلّ هامله⁣(⁣١)

  ومنها:

  فقل للسّريّ الواصل البرّذي النّدى ... مديحا إذا ما بثّ صدّق قائله

  جواد على العلّات يهتزّ للنّدى ... كما اهتزّ عضب أخلصته صياقله⁣(⁣٢)

  وقد علم المعروف أنّك خدنه ... ويعلم هذا الجوع أنّك قاتله⁣(⁣٣)

  وكان ابن هرمة متشيعا، وله:

  ومهما ألام على حبّه ... فإنّي أحبّ بني فاطمه

  بني بنت من جاء بالمكرما ... ت وبالدّين والسّنّة القائمة⁣(⁣٤)

  قال أبو الفرج: فسأله رجل بعد ذلك: من قائل هذين البيتين؟ قال: من عضّ بظر أمه، فقال له ابنه: ألست قائلها؟ قال: بلى، قال: فلم شتمت نفسك؟

  قال: أليس المرء يعض بظر أمه خير من أن يأخذه ابن قحطبة⁣(⁣٥).

  ولابن هرمة قصيدة نحو أربعين بيتا جميعها مهملة الحروف، وأنا أذكر بعضها وإن كانت هرمة التكلّف وأوّلها:

  أرسم سودة أمسى دارس الطّلل ... معطّلا ردّه الأحوال كالحلل

  لمّا رأى أهلها سدّوا مطالعها ... رام الصّدود وعاد الودّ كالمهل⁣(⁣٦)

  وعاد ودّك داء لا دواء له ... ولو دعاك طوال الدّهر للرّحل

  ما وصل سوداء إلّا وصل صارمه ... أحلّها الدهر دارا مأكل الوعل


(١) هامله: فيضه، يقال: هملت العين: سالت وفاضت.

(٢) العضب: السيف - الصياقل: جمع صيقل وهو من كانت صناعته صقل السيوف.

(٣) الأغاني ٤/ ٣٧٨.

(٤) الأغاني ٤/ ٣٨٠ - ٣٨١.

(٥) الأغاني ١/ ٣٨١.

(٦) المهل: المعدن المذاب، كالفضة والحديد والنحاس والذهب، وبه فسر قوله تعالى: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ مُرْتَفَقاً}.