[4] أبو إسحاق، إبراهيم بن علي بن سلمة بن هرمة
  وله في السري بن عبد اللّه، وكان والي اليمامة:
  أفي طلل قفر تحمّل آهله ... وقفت وماء العين ينهلّ هامله(١)
  ومنها:
  فقل للسّريّ الواصل البرّذي النّدى ... مديحا إذا ما بثّ صدّق قائله
  جواد على العلّات يهتزّ للنّدى ... كما اهتزّ عضب أخلصته صياقله(٢)
  وقد علم المعروف أنّك خدنه ... ويعلم هذا الجوع أنّك قاتله(٣)
  وكان ابن هرمة متشيعا، وله:
  ومهما ألام على حبّه ... فإنّي أحبّ بني فاطمه
  بني بنت من جاء بالمكرما ... ت وبالدّين والسّنّة القائمة(٤)
  قال أبو الفرج: فسأله رجل بعد ذلك: من قائل هذين البيتين؟ قال: من عضّ بظر أمه، فقال له ابنه: ألست قائلها؟ قال: بلى، قال: فلم شتمت نفسك؟
  قال: أليس المرء يعض بظر أمه خير من أن يأخذه ابن قحطبة(٥).
  ولابن هرمة قصيدة نحو أربعين بيتا جميعها مهملة الحروف، وأنا أذكر بعضها وإن كانت هرمة التكلّف وأوّلها:
  أرسم سودة أمسى دارس الطّلل ... معطّلا ردّه الأحوال كالحلل
  لمّا رأى أهلها سدّوا مطالعها ... رام الصّدود وعاد الودّ كالمهل(٦)
  وعاد ودّك داء لا دواء له ... ولو دعاك طوال الدّهر للرّحل
  ما وصل سوداء إلّا وصل صارمه ... أحلّها الدهر دارا مأكل الوعل
(١) هامله: فيضه، يقال: هملت العين: سالت وفاضت.
(٢) العضب: السيف - الصياقل: جمع صيقل وهو من كانت صناعته صقل السيوف.
(٣) الأغاني ٤/ ٣٧٨.
(٤) الأغاني ٤/ ٣٨٠ - ٣٨١.
(٥) الأغاني ١/ ٣٨١.
(٦) المهل: المعدن المذاب، كالفضة والحديد والنحاس والذهب، وبه فسر قوله تعالى: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ مُرْتَفَقاً}.