[145] الشيخ بهاء الدين، محمد بن الحسين بن عبد
  ومقامة الخفاجي التي وعدت بذكرها في ذمّ قاضي اصطنبول هي:
  اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث، وألوذ بك يا نور النور إذا دجت ظلمات الحوادث.
  يوم تبيضّ وجوه وتسودّ وجوه، ويبين كلّ منقوص حتى يفرّ منه أبوه وأخوه.
  فإنه مما صبّ من المصائب، أن حمل على كاهل الدهر عيبة المعائب.
  نسخة القبائح، مسودّة الفحش والفضائح.
  جريدة العيوب، تمثال السيئات والذنوب.
  إكسير الفساد، وشماتة الأعداء والحسّاد.
  أنموذج الهموم، أظلم من ليل المرض والغموم.
  قحط الرجال، قائد جيش الدّجّال.
  قبيح الفعل والقول، إذا اعتذر عن إساءته غسل الغائط بالبول.
  لئيم غير ملوم، أجور من قاضي سدوم(١) فصدارته هجو الزمان، وإظهارا لعداوة الأحرار والأعيان.
  فلو لم يخسف بأهاليه، لما ارتفعت أسافله على أعاليه.
  كالبحر ترسب في أسافله ... درر وتعلو فوقه جيفه(٢)
  جعل في بستان مزبل، إذا أثمرت البساتين حنظل.
  إن لاح إنسان جهل فهو لعينه، أو إبليس تلبيس فذاك أستاذه وقرينه.
  فلو عاين أحمد خداعه لحيّاه وأنشد(٣):
  فلمّا نظرت إلى عقله ... رأيت النّهى كلّها في الخصي
(١) سدوم: مدينة من مدائن قوم لوط #، وقاضي سدوم: هو ملك من بقايا اليونانية غشوم، كان بمدينة سرمين، من أرض قنسرين. أنظر: مجمع الأمثال ١/ ١٢٨.
(٢) البيت لابن الرومي، التمثيل والمحاضرة ٢٥٩، وفيه:
كالبحر يرسب فيه لؤلؤه ... سفلا ويعلو فوقه جيفه
(٣) ديوان أبي الطيب ٤٩٩.