[145] الشيخ بهاء الدين، محمد بن الحسين بن عبد
  ريقه الزّقّوم، وأنفاسه السّموم.
  فهو لعين الدهر قذى، لا ينطق بغير فحش وأذى.
  الجهل رداؤه، والجذام حليته وبهاؤه.
  والجنون مجنة له من الأعداء، فذاته المكروهة عين السوداء.
  ليس في خلقه من الحكم والأغراض، إلا أن تقف الأطباء على ما جهل من الأمراض.
  وتتّضح به دقائق التشريح، ويكثر رائيه من الاستعاذة والتسبيح.
  يخرّق منه الجسد، فكله عيون تنظر من الحسد.
  عرضه دنس مشقّق، ووجهه كقرطاس الرّماة مخرّق.
  أقبح من عسر بعد يسر، لا يعرف أنه إنسان إلا أنه في خسر.
  كلّه منتن إلّا فاه فأشبه بخلا، جلّه بلاء فلو سئل عنه إبليس لقال بلى، يغلب بسلاح الوقاحة في المبارزة، ويظن أن الرّشوة مباحة لأنها تسمّى جائزة، ويزعم لنفوذ أمره في الأنام، أن القول ما قالت جذام لا ما قالت حذام. أشأم من طويس، وأثقل في السمع من ليس، ومعنى يحمل لحية التّيس.
  يا عين الشّؤم، وخليفة البوم.
  وسلحة الزمان، ونجاسة الدبران.
  ألم تدر من صدّرك، ولم يخش عجرك وبجرك(١).
  إن زوال الدّول، باصطناع السّفل.
  ومن يكن الغراب له دليلا ... يمرّ به على جيف الكلاب(٢)
  يا خيبة الأمل، ومجمّع السّفل.
  ونتيجة السّقم، وضنء اليتم والعقم.
(١) ذكر عجره وبجره: أي عيوبه وأمره كله. القاموس (ع ج ر).
(٢) للبيت رواية أخرى في التمثيل والمحاضرة ٣٦٩.