[147] السيد محمد بن الحسين بن يحيى بن أحمد
  أيا شرف الإسلام رقّك قصده ... يكاتب بالدرّ النظيم الذي رقّا
  وقد سرني التحرير منك تكرما ... وقد ساءني ان كان يا مالكي عتقا(١)
  تأمّل كيف الشعر، وميّز في سوق الجوهر والخرز بين السعر، واللّه يضاعف لمن يشاء.
  وله أيضا:
  سلام عليكم من مشوق مروّع ... وإن لم يكن إلّا سلام مودّع
  وو اللّه ما روّعت إلّا لفقدكم ... فإنكم سؤلي وغاية مطمعي
  ولم أرتض التوديع إلّا لذكركم ... وقد صار أحلى ما يمرّ بمسمعي
  وإني على ما تعهدون من الوفا ... دنا من ذراكم أو نأى بي موضعي
  فقد قيل قدما إن من كرم الفتى ... إخاء التنائي لا أخاء التجمع
  ولم أضرب الأمثال أني أخ لكم ... فحسبي أني عبدكم من ترفّع
  ولكنني بيّنت ما تعرفون من ... طباعي فإن الطبع غير التطبّع
  ولا بد من دهر يسرّ بقربكم ... فؤادي ويطفي لوعتي وتفجّعي
  وتمسي الأعادي موثقين كمهجتي ... لديكم وأنتم مطلقون كأدمعي
  وريم له ورد ومرعى ومربع ... دموعي وقلبي المستهام وأضلعي
  رعى ثمرات الودّ من كل مهجة ... على أن ميثاق الهوى منه ما رعي
  وكم نصحتني في هواه عواذل ... عليه ولكن ربّ نصح مضيّع
  أعاذل لو أبصرت حلو جماله ... لرحت بقلب مستهام مضيّع
  وإن كنت أعمى عن محاسن وجهه ... فإني أعمى القلب أخرس لا أعي
  ولو كان ما بي من حبيب معمم ... سلوت ولكن من حبيب مقنّع
  ومالي على باب التسلّي طاقة ... وقد وقعت في رزّة الحب إصبعي
  وهي طويلة: أجاد فيها، وشعره من هذا النمط وجميعه مختار في الدرجة العالية وهو في مذهبي أشعر من ابن نباتة المصري، فإنه لا يتكلف المعاني اللطيفة كالتورية ونحوها، وقوله: «ولو كان ما بي من حبيب معمّم». البيت مقلوب بيت المتنبي:
(١) بعض أبياتها في نشر العرف ٢/ ٦١٠ - ٦١١.