[147] السيد محمد بن الحسين بن يحيى بن أحمد
  فلو أن ما بي من حبيب مقنّع ... صبرت ولكن من حبيب معمّم
  وله في استهلال قصيدة رثى بها أخاه عليا:
  قطفت عليّ يد الزمان شقيقي ... فعلام تنكر زفرتي وشهيقي
  سقّيت تربته بدمعي لم يفد ... يا ليتني أدركته بلحوقي
  يا دهر مالي واعتداك أما كفى ... ما قد صنعت بنا من التفريق
  أنزلت نحو الغرب بدرا كاملا ... وتركت من يبقى بغير شروق
  وأما القطاف فإنه على تحليقه في سماء السبق له منّي خطّاف لأني أنشدته قبيل موت أخيه بقليل من قصيدة في رثاء امرأة.
  يا زهرة قطف الحمام ندية ... لو كنت غير نفيسة لم تقطعي
  فاستحلاه فقطفه ¦.
  وعلى ذكر الشقيق فما أحسن قول القاضي زين الدين بن الوردي، وقد مرّ بقبر أخيه فرأى شقيقا عليه:
  قالت شقايق قبره ... ولربّ أخرس ناطق
  فارقته ولزمته ... فأنا الشقيق الصّادق
  واستحسنت له لطافة مزدوجة كتبها من بلد المحويت إلى بعض أقاربه وفيها أقوى دليل على تمكّنه في الشعر لأنّها مع المعاني الحلوة في وضوح الرسالة، وأوّلها:
  اللّه يقضي باجتماع الشمل ... بالوالد الشامي وخير الأهل
  من صفر الخير إلى جماد ... سكنت في واد وهم في ناد
  وكنت شارفت على الوبال ... لما قضى الرحمن بالوبالي
  ما كان هذا خاطرا في بالي ... أهكذا كلّ جديد بالي؟
  لكنه قد خصّني بالعافية ... ونعمة كاملة لا عافيه
  وعمّني بالبرّ والنوال ... وان يكن قد قدّر النّوى لي
  في حضرة(١) مولانا الشفيق والحفي ... في ظاهر من أمره وفي الخفي
(١) في هامش ج: «في سوح».