[153] السيد بدر الدين محمد بن الحسين بن الحسن
  وكتبت إليه في بعض السنين مباديا بقصيدة مطلعها:
  نعم نفحت من حاجر نفحة المسك ... وواصل مكويّ الحشي شادن الترك
  ولاح وميض الثغر في أسود الدجا ... فشقّ كما شقّ اللقا حبة الحلك
  على زهر شبّهته سلك ثغرها ... فلو لا اللّمى لم تفتضح شبهة الشك
  مدامي حميّا ريقها، وتنقّلي ... بتفاح خدّيها ومن لفظها جنكي
  ربيبة ملك حكمت في لحاظها ... ولا عجب إن حكمت ربّة الملك
  ومنها:
  إذا صرخت أحجالها في حجالها ... حكى قلبي الطيار في خفقه الكركي
  بغى جوهرا في حق ثغرك فانبرى ... بخال يذل العين في ذلك السلك
  وما قلت أنت الشمس خشية واهم ... بأني في التوحيد ملت إلى الشرك
  ولو لمحت باهى محيّاك ما بدت ... بوجه وقاح أو تسلسل بالحبك
  فرقّت كخدّيها ومالت كقدّها ... وقالت: لك البشرى رجعنا عن الفتك
  بليلة سعد بات بدر تمامها ... نديمي وبات النجم بالقرط في ملكي(١)
  فكتب إلى مراجعها بقصيدة من أوائلها:
  أدرّ عقود في نظام من السلك ... على غادة كالشمس تذهب بالحلك
  أم الروض حيّاه الحياء وزهره ... نواظر فيها نفحة الندّ والمسك
  أم الحبّ قد وافى يميل بقدّه ... ويسعدني بالوصل منه وبالضحك
  أم الراح في الراووق كالشمس نورها ... إذا رشفت قام النديم إلى الحبك
  أم اللحن من إسحاق في جرّ عوده ... يذكّرنا ماضي الصبابة والملك
  أم النظم من قول ابن يحيى بقيدنا ... ومن صار فينا المرتضى قامع الشرك
  سلالة آل اللّه من فاق مجده ... وخيرة من يحكى لديه ومن يحكي(٢)
  وفي قوله: «إذا رشفت قام النديم إلى الحبك» لطف، فإنه أراد لسلبها مادة العقل تحوج إلى تسكين شاربها بالحبك وهو الرباط، حتى لا يجاوز الحدّ من السرور، أو أنّها يخيّل إلى النديم أنه يلبس حبال الشمس وهو ما يظهر، من
(١) نشر العرف ٢/ ٦٠٣ - ٦٠٤.
(٢) نشر العرف ٢/ ٦٠٤.