[165] أبو الفتح، محمد بن عبيد الله بن عبد
  الخزانة بين سيوف كثيرة ولا أميّزه منها، قال عروة: أنا أميّزه، فأمر عبد الملك بإحضارها، فجعل عروة يقلبها سيفا سيفا حتى أخذ سيفا به فلول وقال: هذا سيف أخي، قال عبد الملك: وبم عرفته؟ قال: بقول النابعة أنشده البيت، قال:
  صدقت فخذه.
  وقيل إن عمر بن الخطاب كان كثير الشوق إلى رؤية صمصامة عمرو بن معدي كرب الزبيدي لصيته وشهرة ضرباته، فلما وفد عمرو مع زبيد أيام الفتوح إلى المدينة، قال له عمر: يا عمرو أرني الصمصامة، فأراه إياه فإذا سيف قليل الحدّ، فقال عمر: صيت كبير، ومنظر حقير، قال عمرو: لكن اليد التي تضرب به ليست يدك.
  وقال أبو أحمد العسكري: قدم عمرو بن معدي كرب على عمر بن الخطّاب فسأله عن سعد بن أبي وقاص أمير الكوفة فقال: أعرابي في نمرته، عاتق في حجلته، أسد في تامورته، نبطيّ في جبايته، قال: كيف علمك بالسلاح؟
  قال: بصير، قال: فأخبرني عن النّبل؟ قال: منايا تخطئ وتصيب، قال:
  فأخبرني عن الرمح؟ قال: أخوك وربّما خانك، قال: أخبرني عن الترس؟ قال:
  هو المجنّ، وعليه تدور الدّوائر، قال: فأخبرني عن السيف؟ قال: عنده قارعت أمّك الثكل، قال: بل أمّك قال: بل أمّي و «الحمّى أضرعتني» وهذا مثل يضرب لمن يذلّ بعد عزّ بسبب.
  قال أبو هلال العسكري: يريد أن الإسلام أذلّني لك ولو كنّا في جاهلية لم تقدر أن تردّ عليّ(١).
  والتامورة الأجمة هنا وهو دم القلب في غيره.
  والنمرة كساء أسود، تلبسه الأعراب.
  ورأيت بخط القاضي أبي محمد أحمد بن ناصر بن محمد بن عبد الحق عند الاستدراك الواقع من ابن خلكان في قول سبط ابن التعاويذي «أو تنكري شيبي فثغرك أشيب» أقول: أن الظاهر أن ابن خلكان وهم في هذا الاستدراك على ابن التعاويذي والظاهر. أن ابن التعاويذي قال: «فثغرك أشيب» وبالياء المثنّاة من تحت، أي إذا أنكرت بياض شيبي فثغرك أكثر شنبا أي بياضا. وتشبيه
(١) جمهرة الأمثال ١/ ٣٤٨ - ٣٤٩.