نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[166] الشيخ محي الدين، محمد بن أبي الحسن علي

صفحة 175 - الجزء 3

  المغرب كابن دحية ونحوه، ثم سافر إلى مصر لما رجع تميم بن المعزّ بن باديس وولده عن مذهب الإسماعيلية، وحمل أهل المغرب على مذهب مالك بالسيف، ومنع أن يفتي أحدا إلّا بمذهب مالك، فسافر الشيخ محي الدين مع عدّة أفاضل إلى ديار مصر وجاور بمكّة زمانا، وفيها ألف «الفتوحات المكيّة» وكان زاهدا فيما ينال من الدنيا مع كثرته.

  ولمّا سافر إلى الرّوم أعطاه بعض بني سلجوق مائة ألف درهم فتصدّق بها ووهبها ولم يرجع إلى دمشق ومعه منها شيء.

  وكان فاضلا في علوم الأوائل وفي العربيّة والأدب والفقه، بل كان محيطا بالعلوم، إشراقي الهيئة، فالفلاسفة الإسلاميون يحتجون بقوله والأطبّاء يستشهدون بكلامه.

  قال علاء الدين بن نفيس الكرماني في «شرح الأسباب والعلامات» في باب العشق: أنه مأخوذ من العشقة وهي اللّبلاب لأنّها تلتوي بما يقاربها من النّبات، كما ذكره الشيخ محي الدين بن عربي في «الفتوحات المكيّة»، ومتصوفة الشيعة العجم أتباع لمذهبه كالشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي فإنّه في أكثر تصانيفه ينقل كلامه ويحتجّ به ويعدّه من كبار الشيعة الأماميّة، ونقل عنه أقاويل في المهدي محمد بن الحسن العسكري وأنّه كان يلقاه في سياحاته، ونقل عنه وجوب المسح في الوضوء للقدمين كما هو رأيهم وذلك في أربعينيّته المخصوصة بحديث أهل البيت ولذلك ذكرته، فشرطي أن أذكر من علمت من فضلاء الشيعة الشعراء.

  ولقيت بمكّة من متصوّفة الشيعة المعظمين له، الشيخ الفاضل عبد الكريم ابن عبد الرحمن الهندي الزاهد المحقق قال لي: أن تشيّع الشيخ محي الدين من قبل الكشف، وهو ممّن يعظّمه جدّا ولا يسمّيه إلّا الشيخ الأكبر، ورأيت في كتابه المسمّى «عنقاء مغرب في ذكر ختم الأولياء، وشمس المغرب»: أن كلّ إنسان إمام بقول النبيّ ÷: «كلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيّته». فأثبت الإمامة لكلّ فرد.

  وقال في موضع آخر: واعلم أن اللّه تعالى ذكر هذا الختم المكرم، والإمام المتبوع المعظم، حامل لواء الولاية وخاتمها، وإمام الجماعة وحاكمها. وأنبأ به