نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[166] الشيخ محي الدين، محمد بن أبي الحسن علي

صفحة 176 - الجزء 3

  سبحانه في مواضع كثيرة من كتابه العزيز، تنبيها عليه وعلى مرتبته ليقع التمييز، ولما كان إماما متبوعا، وأمرا مسموعا، ربما اختلطت على الدخيل صفاتها، واختلطت عليه آياتها، وأمّا عيسى # فلا تقع في آياته إشتراك فإنه نبيّ بلا ريب ولا ارتباك، ولما كان الختم والمهدي كلّ واحد منهما وليّ ربّما وقع اللبس، وحصل التعصّب لدواعي النفس، ولهذا الأمر الكبار، ما نبّه عليه أهل البصائر والأبصار، وأمّا العوام، فليس لنا معهم كلام، ولا له بساحتهم إلمام، فإنّهم تابعون لعلمائهم، معتزون بأمرائهم، والعلماء يعرفونه ويقتفون أثره ويتبعونه، حتى أنّ عيسى # ليذكره فيشهد له بين الأنام، أنه الإمام الأعظم والختام لمقام الأولياء الكرام، وكفى بعيسى # شهيدا، وأن وراءكم له عقبة كؤود لا يقطعها إلّا من ضمر بطنه وسهل حزنه فكم موضع نبّه عليه سبحانه أنّه سيظهر لأوليائه وينصر على أعدائه فاعلم ذلك، وأشدّ الناس على الشيخ المذكور لأنه كان ظاهريّا مطلقا قال فيه بعد ذكر نسبه: أمام أهل وحدة الوجود، وشعره ينعق بالاتحاد، وبعضه في ذكر الملاح والخمر، وإن لم يكن كلامه كفرا فما في الدنيا كفر، نسأل اللّه العافية.

  وقال في موضع آخر: كان هذا الرجل قد ارتاض وجاع وسهر، فتولدت له فكرة رديئة توهّم بها أنّ الحق تعالى عين كلّ شيء، وأنّه هو وتبرئ عن الحلول ولكنّه جعل الحال والمحلول عين الحق فمأثم إلّا هو فيكون الحلولي معطّلا حيث جعل المحلول فيه غير الحال.

  قال: ومن شعره:

  وفي كلّ شيء له آية ... تدل على أنه عينه

  وممّن ردّ عليه وبالغ الشيخ عبد الرحمن السخاوي المصري نزيل مكّة في كتابه «القول المنبي بحال ابن عربي» وذكر من ردّ عليه من طوائف المذاهب الأربعة، وذكر كثيرا من شعره وخبره، ومن أعجب ما ذكر فيه: أنه روى أنّ الشيخ عز الدين بن عبد السلام، ذكره يوما فقال: هو شيخ سوء كذّاب، يقول بقدم العالم، ولا يحرّم فرجا، فسأله سائل عن وصفه بالكذب ما أوجبه؟ قال:

  اجتمعت به يوما في جامع بني أميّة فجرى ذكر تزويج الجن الإنس، فأنكر ذلك.

  وقال: الإنس جسم كثيف، والجنّ روح لطيف، فكيف يجتمعان، ثم لقيته بعد مدة وبرأسه شجّة عظيمة، فقلت: ما هذه؟ قال: تزوّجت جنيّة، ولبثت عندي