[166] الشيخ محي الدين، محمد بن أبي الحسن علي
  سنين، ورزقت منها أولادا، ثمّ جرى بيني وبينها كلام فأغضبتها، فأخذت عظما فرمتني به رمية فشجّتني هذه الشجّة، ثم طارت فلم تعد.
  قال السخاوي: ثم إن سائلا سأل ابن عبد السلام مرّة أخرى عن القطب، فقال: هو هذا فأشار إلى الشيخ محي الدين بن عربي، فقال له السائل: أوّلا ألست القائل في أيام أولى أنه زنديق قال: لأصون ظاهر الشرع.
  وممن اعتقده من أعيان الأفاضل: القاضي مجد الدين الفيروزباذي صاحب «القاموس المحيط»، وزين الدين العجميّ.
  ومن أتباعه: عبد الحق بن سبعين المرسي، والعفيف سليمان التلمساني الشاعر المشهور، ونجم الدين محمد بن إسرائيل الدمشقي الشاعر المشهور، ومن أهل اليمن خلائق.
  ولمّا أظهر السلطان سليم بن سليمان خان العثماني قبره بالصّالحيّة وكان معفيّا لسوء اعتقاد الترك الجراكسة فيه، قيل إنه تشكّل للسلطان بصورة أسد وظهرت له كرامة فاعتقده عامّة أهل الشام والروم، وله تربة مشهورة مزورة بصالحيّة دمشق وكان يقول: إنه خاتم الأولياء، وأنه يأخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك، فالولي أفضل من النبيّ بهذا الوجه، وقيل: إنما أراد أن للنبوة جهتين فمن حيث إنها ولاية فهي أفضل لذلك السبب، ومن حيث أنها نبوة فالولاية أفضل، وكلّ نبيّ ولي وبعض الولي نبيّ وما أشبه حاله بما أنشده الطالوي في حق الشيخ داود:
  فإن كنت سهل القود فاطو طريقه ... على كلّ طاو من جياد العزائم
  فلا تعرض له فسبيله ... أشق وأنأى من طريق المكارم
  وللسيوطي كتاب «تنبيه الغبيّ على فضل ابن عربي». وقال: يجب اعتقاد فضله ويحرم النظر في كتبه، وله شعر يسفر وجه حسنه فيفتن، وينادي بفصاحة ناظمه فيعلن، واسم ديوان شعره «ترجمان الأشواق». ونقلت منه ما هو أسحر من فتور الأحداق فمنه:
  ما رحّلوا يوم بانوا البزّل العيسا ... إلّا وقد حملوا فيها الطواويسا
  من كلّ فاتكة الألحاظ مالكة ... تخالها فوق عرش الدرّ بلقيسا
  إذا تمشّت على صرح الزجاج ترى ... شمسا على فلك في حجر إدريسا