نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[166] الشيخ محي الدين، محمد بن أبي الحسن علي

صفحة 178 - الجزء 3

  تحيي إذا أقبلت باللحظ منطقها ... كأنّها عندما تحيي به عيسى

  توراتها لوح ساقيها سنا وأنا ... أتلو وأدرسها كأنّني موسى

  اسقفة من بنات الروم عاطلة ... ترى عليها من الأنوار ناموسا

  وحشية ما بها أنس قد اتخذت ... في بيت خلوتها للذكر ناؤوسا

  قد أعجزت كلّ علّام بملّتنا ... وداوديّا وحبرا ثم قسّيسا

  إن أو مأت تطلب الإنجيل تحبسها ... أو قسّة أو بطاريقا شماميسا

  ناديت إذ رحّلت للبين ناقتها ... يا حادي العيس لا تحدو بها العيسا

  عبّيت أجناد صبري يوم بينهم ... على الطريق كراديسا كراديسا

  سألت إذ بلغت نفسي تراقيها ... ذاك الجمال وذاك اللطف تنفيسا

  فأسلمت ووقانا اللّه شرّتها ... وزحزح الملك المنصور إبليسا⁣(⁣١)

  ولهذه القصيدة وسائر شعره شرح يخالف ظاهرها كتائيّة الشيخ سراج الدين عمر بن الفارض وهو من كبار أتباعه.

  ومن شعر الشيخ محي الدين:

  مرضي من مريضة الأجفان ... علّلاني بذكرها علّلاني

  هتف الورق بالرياض وناحت ... شجو هذا الحمام ممّا شجاني

  بأبي طفلة لعوب تهادى ... من بنات الخدور بين الغواني

  طلعت في العيان شمسا فلما ... أفلت أشرقت بأفق جناني

  يا طلولا برامة دارسات ... كم حوت من كواعب وحسان

  بأبي ثم بي غزال ربيب ... يرتعي بين أضلعي في أمان

  ما عليه من نارها فهو نور ... هكذا النور مخمد النيران

  يا خليليّ عرّجا بعناني ... لأرى رسم دارها بعيان

  فإذا ما بلغتما الدار حطّا ... وبها صاحبيّ فلتبكياني

  وقفا بي على الطلول قليلا ... نتباكا بل أبك ممّا دهاني

  ألهوى راشقي بغير سهام ... ألهوى قاتلي بغير سنان


(١) كاملة في ترجمان الأشواق ١٥ - ١٩.