نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[166] الشيخ محي الدين، محمد بن أبي الحسن علي

صفحة 179 - الجزء 3

  واذكر لي حديث هند ولبنى ... وسليمى وزينب وعناني

  ثم زيدا من حاجر وزرود ... خبرا عن مرابع الغزلان

  واندباني بشعر قيس وليلى ... وبميّ والمبتلى غيلان

  طال شوقي لطفلة ذات نثر ... ونظام ومنبر وبيان

  من بنات الملوك من دار فرس ... من أجلّ البلاد من أصبهان

  هي بنت العراق بنت إمامي ... وأنا ضدّها سليل يماني

  هل رأيتم يا سادتي أو سمعتم ... أنّ ضدّين قطّ يجتمعان

  لو ترانا برامة نتعاطى ... أكؤسا للهوى بغير بنان

  والهوى بيننا يسوق حديثا ... طيبا مطربا بغير لسان

  لرأيتم ما يذهل العقل فيه ... يمن والعراق معتنقان⁣(⁣١)

  ليس الضدّان في الحقيقة إلّا قيس عيلان واليمن للعداوة التي بينهما والدماء، ولكن ألفاظ القوم إنّما هي رموز.

  نعم ذكر بنت الإمامي العراقية ممّا يؤيّد ما ذهب إليه الشيخ بهاء الدين العاملي وغيره في معتقد الشيخ محي الدين والذي ظهر لمثل السخاوي واليافعي من مذهبهم قوله بتفضيل علي على عثمان وقدحوا عليه بذلك، وأما الوحدة فلا تكاد تعقل على مذهب الإسلام قالوا: إنما أخذها من قول النصارى اتّحد اللاهوت بالناسوت في المسيح #، وإنّما قالوه لأنه أحيى الموتى وأبرئ الأكمه وهو ممّا لا فعل للطبيعة فيه.

  وأمّا كون زيد وعمر شيئا واحدا من كلّ وجه فليس بمعقول، وقيل إنّما أراد مثل الحلاج والشيخ وأتباعه أن العالم لما كان بإيجاده تعالى يوجد ويفنى بعد كونه فهو عدم فليس إلّا هو، أو أنّه علّته على رأي جماعة من الفلاسفة فالمعلول به ظهر فحينئذ لا شيء إلا هو.

  * * *

  والحاتمي نسبة إلى أبي عدي حاتم بن عبد اللّه الطائي صاحب لواء الكرم،


(١) كاملة في ترجمان الأشواق ٧٨ - ٨٦.