[167] الخليفة المنتصر بالله، أبو القاسم، محمد
  وتهتزّ هزّة غصن الأراك ... عارضه نسم ريح خصر
  وممّا يبدّد لبّ الحليم ... حسن القوام، وفتر النّظر
  وما أنس لا أنس عهد الشّبا ... ب، وعلوة، إذ عيّرتني الكبر
  كواكب شيب علقن الصّبى، ... فقلّلن من حسنها ما كثر
  وإنّي وجدت، فلا تكذبنّ، ... سواد الهوى في بياض الشّعر
  ولا بدّ من ترك إحدى اثنتين: ... إمّا الشّباب، وإمّا العمر
  ألم تر للبين كيف انبرى، ... وطيف البخيلة لمّا حضر
  خيال ألمّ لها من سوى ... ونحن هجود على بطن مرّ
  وما ذا أرادت إلى محرمين، ... يخوضون وهنا فضول الأزر
  سروا موجفين بسعي الصّفا، ... ورمي الجمار، ومسح الحجر
  حججنا البنيّة شكرا لما ... حبانا به اللّه في المنتصر
  من الحلم عند انتقاض الحلوم، ... والحزم عند انتقاض المرر
  تطوّل بالعدل لمّا قضى، ... وأجمل في العفو لمّا قدر
  ودام على خلق واحد، ... عظيم العناء، جليل الخطر
  ولم يسع في الملك سعي امرئ ... تبدّى بخير، وثنّى بشرّ
  ولا كان مختلف الحالتين، ... يروح بنفع، ويغدو بضرّ
  ولكن مصفّى كماء الغما ... م، طابت أوائله والأخر
  تلافى البريّة من فتنة، ... أظلّهم ليلها المعتكر
  ولمّا ادلهمّت ديا جيرها ... تبلّج فيها مكان القمر
  بحزم يجلّي الدّجى والعمى، ... وعزم يقيم الصّغا والصّعر
  شداد فبلت به يوم ذا ... ك بحبل الخلافة حتّى استمرّ
  ولو كان غيرك لم ينتهض ... بتلك الخطوب، ولم يقتدر
  وسطو ثبتّ به قائما ... على كاهل الملك، حتّى استقرّ
  رددت المظالم، واسترجعت ... يداك الحقوق لمن قد قهر
  وآل أبي طالب بعدما ... أريع لسربهم فانذعر
  ونالت أدانيهم جفوة، ... تكاد السّماء لها تنفطر
  وصلت شوابك أرحامهم، ... وقد أوشك الحبل أن ينبتر
  فقرّبت من حظّهم ما نأى، ... وصفّيت من شربهم ما كدر
  وأين بهم عنهم، واللّقا ... ء لا عن تناء ولا عن عقر