نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[172] الخليفة المعز لدين الله أبو تميم، معد

صفحة 212 - الجزء 3

  ولا يخفى حسن هذا التشبيه، وإن احتجب جمال من قيل فيه.

  وقال الثعالبي: أنشدني أبو نصر، سهل بن المرزبان⁣(⁣١) قال: أنشدت بمدينة السلام للمعزّ ويروى لولده تميم وينسب للوأواء [من السريع]:

  لا تظلموا الناس ولا تطلبوا ... بثاري اليوم أذى مسلم

  ويا لقومي دونكم شادنا ... معتدل القامة والمبسم

  وإن أبى إلّا جحودا له ... واكتتم الأمر فلم يعلم

  قولوا له يكشف عن وجهه ... فإن فيه نقطة من دمي⁣(⁣٢)

  قال: ووجدت له من قصيدة [من الطويل]:

  وما بلد الإنسان إلّا الذي له ... به سكن يشتاقه وحبيب

  إلى اللّه أشكو وشك بين وفرقة ... لها بين أحشاء المحبّ ندوب

  ترى عندهم علم وإن شطّت النوى ... بأن لهم قلبي عليّ رقيب⁣(⁣٣)

  * * *

  وكثر كلام الناس في نسب المعزّ وسلفه ومذهبه ومذهبهم، وأجمع أهل التاريخ أن المعز لدين اللّه كان ملكا عادلا، حليما شجاعا أديبا شاعرا، عالما بالحكمة والنجوم والفقه، شديد التعظيم لحرمة الشرع والعناية بشأنه، جوادا كامل الأوصاف.

  وأمّا مذهبهم فكانوا إسماعيليّة وقد ذكرنا مذهب الإسماعيلية نقلا عن عقائد


(١) سهل بن المرزبان، أبو نصر: أديب، مكثر من جمع نفائس الكتب. أصله من أصبهان، ومولده ومنشأه في قاين (قرب نيسابور) كرر الرحلة إلى بغداد، في طلب الكتب، واستوطن نيسابور، وكان معاصرا للثعالبي (صاحب اليتيمة) وبينهما مكاتبات ومداعبات توفي نحو سمة ٤٢٠ هـ. له نظم حسن، ومصنفات، منها: «أخبار أبي العيناء» و «أخبار ابن الرومي» و «أخبار جحظة البرمكي» و «الآداب في الطعام والشراب» و «كتاب الألفاظ - خ» في جامعة الرياض مصور عن المدينة كتب سنة ٧٦٦.

ترجمته في: يتيمة الدهر ٤: ٢٧٦، ومخطوطات الرياض عن المدينة القسم الأول ص ١٩، الاعلام ط ٤/ ٣ / ١٤٣.

(٢) يتيمة الدهر ١/ ٢٩٢.

(٣) يتيمة الدهر ١/ ٢٩٢ - ٢٩٣.