[6] أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد الهمداني
  الهندي المعجب، وبلغت أوقافه من خيار بلاد الهند عشرة آلاف قرية بحيث امتلأت خزانته مالا وجواهرا ومسكا وكافورا من سائر بلاد الهند، فغنمها وكسر ذلك الصنم، ووجد في أذنه ثلاثين ألف حلقة ذهب تزعم الهند أن كل حلقة تعلق عليه بعد عبادة ألف سنة لأنّهم ينكرون أن يكون عمر الدنيا كله سبعة آلاف سنة كما عليه أهل الإسلام.
  وقد ذكر الشيخ داود بن عمر الأنطاكي الحكيم(١) في تذكرته في باب جغرافيا: ومعناه بالعربية علم الأقاليم، إن بعد كل ست وثلاثين ألف سنة وهو دور زحل الأكبر تنقلب الدنيا فيعود البر بحرا والسهل جبلا وبالعكس(٢)، وهو من قبيل اعتقاد الهند وفلا سفتهم ومنجميهم، وهو أيضا قول قدماء منجمي اليونان وفلاسفتهم الحكماء كبطليموس وآرسطو معلم الإسكندر وبقراط الطبيب وجالينوس الطبيب المشا وملك محمود خوارزم أيضا، ولم يسمع أنه ملك بغداد فإنها كانت تلك الأيام بأيدي بني بويه والخطبة لسلاطينهم وللإمام العباسي، وتسلّط محمود على ملك خراسان تسلطا عجيبا، فطوى ممالكهم.
  ومن جملة ملوكه الذين تسلّط عليهم ملك غرشستان، بفتح الغين المعجمة وإسكان الراء وفتح الشين المعجمة وإسكان المهملة وفتح التاء المثناة الفوقية، وبعد الألف نون، وهي ولاية من خراسان مجاورة لمملكة طوس، حصينة بالجبال الشامخة والعقاب التي تنحسر دونها العقاب، فكان ملكها عزيزا بها، وكان له ولد شاب فغلب بشبابه وطاعة الجند له على أبيه واستولى على ملكه،
(١) داود بن عمر الأنطاكي: عالم بالطب والأدب. كان ضريرا، انتهت إليه رياسة الأطباء في زمانه.
ولد في أنطاكية، وحفظ القرآن، وقرأ المنطق والرياضيات وشيئا من الطبيعيات، ودرس اللغة اليونانية فأحكمها. وهاجر إلى القاهرة، فأقام مدة اشتهر بها، ورحل إلى مكة فأقام سنة توفي في آخرها ١٠٠٨ هـ. كان قوي البديهة يسأل عن الشيء من الفنون فيملي على السائل الكراسة والكراستين، من تصانيفه «تذكرة أولي الألباب - ط» في الطب والحكمة، ثلاثة مجلدات، يعرف بتذكرة داود، و «تزيين الأسواق - ط» في الأدب، وله «النزهة المبهجة في تشحيذ الأذهان وتعديل الأمزجة - ط» وغيرها وله شعر.
ترجمته في:
خلاصة الأثر ٢: ١٤٠ - ١٤٩ ونظم الدرر - خ. وفي كشف الظنون ٣٨٦ وفاته سنة ١٠٠٥ وفي هامش شذرات الذهب ٨: ٤١٥ «وفاته سنة ١٠١١ تحقيقا»؟. الاعلام ط ٤/ ٢ / ٣٣٣ - ٣٣٤.
(٢) تذكرة أولي الألباب ٢/ ٨٤.