نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[174] أبو عبد الله منصور بن الزبرقان بن سلمة

صفحة 233 - الجزء 3

  وارضوا بما قسم الإله به لكم ... ودعوا وراثة كلّ أصيد سامي⁣(⁣١)

  أنّى يكون وليس ذاك بكائن ... لبني البنات وراثة الأعمام

  فأعطى مروان مائة ألف وأعطى منصورا سبعين ألفا. وقيل لمروان أنت مؤيد في بني علي⁣(⁣٢).

  قلت: يمكن أن يتأوّل المنصور أن ثبت تشيّعه بعد التقيّة صحة قوله، فإن الإمامة ليست بالميراث، وإنما هي بالوصيّة والدعوة بإجماع الشيعة.

  وقال أبو الفرج أيضا: أنشد منصورا الرشيد شعرا مدحه فيه وهجا آل أبي طالب، فضجر الرشيد وقال: يا عاض بضر أمّه. أتتقرّب إليّ بهجاء قوم أبوهم أبي ونسبهم نسبي؟ فقال: ما شهدنا إلّا بما علمنا، فازداد غضبه، وأمر به فوجأ في عنقه⁣(⁣٣) وأخرج ثم دخل عليه يوما آخر فأنشده [من الوافر]:

  بني حسن ورهط بني حسين ... عليكم بالسّداد من الأمور

  فقد ذقتم قراع بني أبيكم ... غداة الرّوع بالبيض الذّكور⁣(⁣٤)

  أحين شفوكم من كلّ وتر ... وضمّوكم إلى كنف وثير⁣(⁣٥)

  وحادتكم على ظمأ شديد ... سماء من نوالهم الغزير

  فما كان العقوق لهم جزاء ... بفعلهم وإدراك الثؤور⁣(⁣٦)

  وإنك حين تبلغهم أذاة ... وإن ظلموا لمحزون الضمير

  فقال له الرشيد: صدقت وإلّا فعليّ وعليّ، وأمر له بثلاثين ألف درهم⁣(⁣٧).

  وقال المفضّل الضبي⁣(⁣٨) أحد علماء اللغة وجامع السبع المعلقات: حضرت


(١) الأصيد: الملك والرافع رأسه كبرا.

(٢) الأغاني ١٣/ ١٥٨ - ١٦٠.

(٣) فوجا في عنقه: ضربه.

(٤) البيض الذكور: السيوف القوية الشديدة.

(٥) الوتر: الثأر. والكنف الوثير: الجناب الليّن.

(٦) الثؤور: جمع ثأر.

(٧) الأغاني ١٣/ ١٦١ - ١٦٢، بعض الشعر في زهر الآداب ٣/ ٧٠٤ - ٧٠٥.

(٨) المفضل بن محمد بن يعلي بن عامر الضبي، أبو العباس: راوية، علامة بالشعر والأدب وأيام العرب. من أهل الكوفة. قال عبد الواحد اللغوي: هو أوثق من روى الشعر من الكوفيين يقال:

إنه خرج على المنصور العباسي، فظفر به وعفا عنه. ولزم المهدي وصنف له كتابه «المفضليات - =