[174] أبو عبد الله منصور بن الزبرقان بن سلمة
  وارضوا بما قسم الإله به لكم ... ودعوا وراثة كلّ أصيد سامي(١)
  أنّى يكون وليس ذاك بكائن ... لبني البنات وراثة الأعمام
  فأعطى مروان مائة ألف وأعطى منصورا سبعين ألفا. وقيل لمروان أنت مؤيد في بني علي(٢).
  قلت: يمكن أن يتأوّل المنصور أن ثبت تشيّعه بعد التقيّة صحة قوله، فإن الإمامة ليست بالميراث، وإنما هي بالوصيّة والدعوة بإجماع الشيعة.
  وقال أبو الفرج أيضا: أنشد منصورا الرشيد شعرا مدحه فيه وهجا آل أبي طالب، فضجر الرشيد وقال: يا عاض بضر أمّه. أتتقرّب إليّ بهجاء قوم أبوهم أبي ونسبهم نسبي؟ فقال: ما شهدنا إلّا بما علمنا، فازداد غضبه، وأمر به فوجأ في عنقه(٣) وأخرج ثم دخل عليه يوما آخر فأنشده [من الوافر]:
  بني حسن ورهط بني حسين ... عليكم بالسّداد من الأمور
  فقد ذقتم قراع بني أبيكم ... غداة الرّوع بالبيض الذّكور(٤)
  أحين شفوكم من كلّ وتر ... وضمّوكم إلى كنف وثير(٥)
  وحادتكم على ظمأ شديد ... سماء من نوالهم الغزير
  فما كان العقوق لهم جزاء ... بفعلهم وإدراك الثؤور(٦)
  وإنك حين تبلغهم أذاة ... وإن ظلموا لمحزون الضمير
  فقال له الرشيد: صدقت وإلّا فعليّ وعليّ، وأمر له بثلاثين ألف درهم(٧).
  وقال المفضّل الضبي(٨) أحد علماء اللغة وجامع السبع المعلقات: حضرت
(١) الأصيد: الملك والرافع رأسه كبرا.
(٢) الأغاني ١٣/ ١٥٨ - ١٦٠.
(٣) فوجا في عنقه: ضربه.
(٤) البيض الذكور: السيوف القوية الشديدة.
(٥) الوتر: الثأر. والكنف الوثير: الجناب الليّن.
(٦) الثؤور: جمع ثأر.
(٧) الأغاني ١٣/ ١٦١ - ١٦٢، بعض الشعر في زهر الآداب ٣/ ٧٠٤ - ٧٠٥.
(٨) المفضل بن محمد بن يعلي بن عامر الضبي، أبو العباس: راوية، علامة بالشعر والأدب وأيام العرب. من أهل الكوفة. قال عبد الواحد اللغوي: هو أوثق من روى الشعر من الكوفيين يقال:
إنه خرج على المنصور العباسي، فظفر به وعفا عنه. ولزم المهدي وصنف له كتابه «المفضليات - =