[174] أبو عبد الله منصور بن الزبرقان بن سلمة
  الرشيد وقد دخل عليه منصور النمري فأنشده قوله [من البسيط]:
  ما تنقضي حسرة منّي ولا جزع ... إذا ذكرت شبابا ليس يرتجع
  بان الشّباب وفاتتني بلذّته ... صروف دهر وأيام لها خدع(١)
  ما كنت أوفي شبابي كنه غرّته ... حتّى انقضى فإذا الدنيا له تبع
  فلما بلغ إلى هنا تحرّك الرشيد وقال: صدق واللّه لا يتهنّى أحد بعيش حتى يخطر في رداء الشباب(٢).
  وروى الأصفهاني، عن البيدق المنشد، رجل كان ينشد الرشيد أشعار المحدثين وكان يطرب إنشاده إطراب الغناء، قال: دخلت على الرشيد وبين يديه طعام، فقال: أنشدني، فأنشدته قصيدة منصور العينية، إلى أن انتبهت إلى قوله فيها [من البسيط]:
  أيّ امرئ بات من هارون في سخط ... فليس بالصلوات الخمس ينتفع
  إنّ المكارم والمعروف أودية ... أحلّك اللّه منها حيث تجتمع
  إذا رفعت امرءا فاللّه يرفعه ... ومن وضعت من الأقوام متّضع
  نفسي فداؤك والأبطال معلمة ... يوم الوغى والمنايا بينها فزع(٣)
= ط» وسماه الاختيارات. قال ابن النديم: «وهي ١٢٨ قصيدة وقد تزيد وتنقص وتتقدم القصائد وتتأخر بحسب الرواة عنه، والصحيحة التي رواها عنه ابن الأعرابي» توفي نحو ١٦٨ هـ، ومن كتبه «الأمثال - ط» و «معاني الشعر» «الألفاظ» و «العروض».
ترجمته في: معجم الأدباء ١٩/ ١٦٤ - ١٦٧ وفهرست ابن النديم ١: ٦٨ وغاية النهاية لابن الجزري ٢: ٣٠٧ وميزان الاعتدال ٣: ١٩٥ ولسان الميزان ٦: ٨١ وفيه، كما في المصدرين اللذين قبله: وفاته سنة ١٦٨ ونزهة الألبا ٦٧ واللباب ٢: ٧١ ومراتب النحويين ٧١ و Huart I ٥ O وبغية الوعاة ٣٩٦ وفيه: «كان يكتب المصاحف ويوقفها في المساجد، تكفيرا لما كتبه بيده من أهاجي الناس». وتاريخ بغداد ١٣: ١٢١ وفيه: «قدم بغداد في أيام هارون الرشيد - وكانت ولاية الرشيد سنة ١٧٠ - وكان جده يعلى بن عامر على خراج الري وهمذان» والنجوم الزاهرة ٢: ٦٩ وهو فيه من وفيات سنة ١٧١ وفي المفضليات الخمس، لعبد السلام هارون، ص ٤، ٥ ترجيح وفاته «سنة ١٧٨» وأدلته جديرة بالنظر، وإنباه الرواة ٣: ٣٠٤ ولم يؤرخ وفاته، الاعلام ط ٤/ ٧ / ٢٨٠.
(١) بان الشاب: إبتعد. وصروف الدهر: حدثانه ونوائبه.
(٢) الأغاني ١٣/ ١٦٣، زهر الآداب ٣/ ٧٠٣ - ٧٠٤.
(٣) المعلمة بكسر اللام: التي أعلمت أنفسها في الحرب بعلامة، وبالفتح أيضا: أي أعلمت بذلك وبينها: أي بين الأبطال.