نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[177] أبو الحسين مهيار بن مرزويه الكاتب

صفحة 247 - الجزء 3

  وهبكم منعتم أن يراها بعينه ... فهل تمنعون القلب أن يتمنّاها

  وليل «بذات الأثل» قصّر طوله ... سرى طيفها، آها لذكرتها آها!

  تخطّت إليّ الهول مشيا على الهوى ... وأخطاره، لا يصغر اللّه ممشاها!

  وقد كاد أسداف⁣(⁣١) الدّجى أن تضلّها ... فما دلّها إلا وميض ثناياها⁣(⁣٢)

  وهو مع هذه الإجادة في النسيب مجيد إلى الغاية في المديح.

  وقوله: «انك إياها» جرى فيه على مذهب من ينصب خبر المشبّه بالفعل أو من لا يجعل صيغ الضمائر المنصوبة متعيّنة، أو بدل من اسم أن الضمير والخبر مقدّر بأنت، والليت صفحة العنق.

  ومن مديحه:

  وإذا رأوك تفرّقت أرواحهم ... فكأنما عرفتك قبل الأعين

  وإذا أردت بأن تفلّ كتيبة ... لاقيتها فتسمّ فيها واكتن⁣(⁣٣)

  وله في القناعة:

  تلحوا على البخل الشحيح بماله، ... أفلا تكون بماء وجهك أبخلا!

  أكرم يديك عن السؤال فإنما ... قدر الحياة أقلّ من أن تسألا

  ولقد أضمّ إليّ فضل قناعتي ... وأبيت مشتملا بها متزمّلا

  وأرى العدوّ على الخصاصة شارة ... تصف الغنى فيخالني متموّلا⁣(⁣٤)

  وإذا امرؤ أفنى الليالي حسرة ... وأمانيا أفنيتهنّ توكّلا⁣(⁣٥)

  يعني بقوله: «تلحو على البخل البخيل بماله» انك خذ من خصال البخيل البخل بماء الوجه فيكون بخلا مقيّدا محمودا كما حمد البخل في المرأة وليس إرادته أترك لحي البخيل لحاه اللّه فإنه ذميم بإجماع الحيوان الناطق وذميم عند اللّه تعالى، وأي شيء أدنى وأوضع من البخيل.


(١) أسداف جمع سدف وهو الظلمة.

(٢) كاملة في ديوانه ٤/ ١٨٣ - ١٨٧.

(٣) كاملة في ديوانه ٤/ ٣٠ - ٣٤.

(٤) الخصاصة: الفقر.

(٥) كاملة في ديوانه ٣/ ١٣٧ - ١٤١.