نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[6] أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد الهمداني

صفحة 146 - الجزء 1

  وكان أمير المؤمنين # أبدى من عناء من عدم طاعتهم له حتى دعا عليهم فسلّط اللّه عليهم الجبابرة كزياد والحجّاج.

  وأما قوله: «من بني فراس» فالظاهر أنه أراد من بني تغلب بن وائل، القبيلة المشهورة بالشام والجزيرة من ربيعة، وإنّما أضافهم إلى فراس لاشتهار ملوكهم في زمنه الذين منهم أبو الفراس الحمداني وسيف الدولة الآتي ذكرهما إن شاء اللّه تعالى⁣(⁣١)، وكان من تغلب جماعة في جند الشام أيام الملك الحروب.

  وذكر ابن عبد ربه في العقد عند ذكر فرسان العرب: ربيعة بن مكدم وهو من بني فراس بن غنم بن مالك بن كنانة، وكان يعفر على قبره بالجاهلية ولم يفعل ذلك بقبر غيره، وكان بنو فراس أنجد العرب، كان الرجل منهم يعدّ بعشرة من غيرهم، وإيّاهم يعني علي # بقوله لأهل الكوفة: «من فاز بكم فاز بالسهم الأخيب، أبدلكم اللّه بي من هو شرّ مني، وأبدلني بكم من هو خير منكم، وددت أن لي بجمعكم وأنتم مائة ألف، ثلاثمائة من بني فراس من غنم» وهذا واضح، ثم تمثّل أمير المؤمنين #:

  هنالك لو دعوت أتاك منهم ... فوارس مثل أرمية الحميم⁣(⁣٢)

  قال الرضي: الأرمية: جمع رمى، وهي المسحاب، والحميم: هنا، سحاب الصيف، وهو الشبه لإرادة البديع.

  ومما ينبغي إيضاحه من الرسالة قوله: «أم يوم الفتح» وقد قيل: اسكتي يا فلانة فقد ذهبت الأمانة، والقائل ذلك أبو بكر، ذكر صاحب الخميس: أن رسول اللّه ÷ لما فتح مكة وقف بمرّ الظهران، واد بقرب مكة، وقد أمر القبائل من العرب فدخلت براياتها أمامه، فقال أبو قحافة والد أبي بكر وهو شيخ كبير قد كفّ بصره لابنه له من أصغر ولده: أي بنيّه شرفي على أبي قبيس، فأشرفت به عليه، فقال: أي بنيّه ماذا ترين، قالت: أرى سوادا مجتمعا، قال: تلك الخيل، قالت: وأرى رجلا يسعى بين يدي ذلك السواد مقبلا ومدبرا، قال: أي بنيّه ذلك


(١) ترجم المؤلف لأبي فراس برقم ٤٤، ولسيف الدولة برقم ١١٤.

(٢) العقد الفريد، أنظر: نهج البلاغة خطبة رقم ٢٥ مع اختلاف قليل بالنّص.