نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[184] السيد جمال الدين، هاشم بن يحيى الحسني

صفحة 292 - الجزء 3

  وهي قصيدة أجاد فيها وودت لو نظمتها الغادة في فيها، فراجعته بقولي:

  إذا لم يفض في حبّه نهر أجفاني ... فما أكثر الدعوى لديّ وأجفاني

  غزال يحاكي خصره وجفونه ... نحولي وسقمي واصطباري وكتماني

  تعشقته بدرا ومرّ بي الدجا ... وبدري وبدر الأفق في الحسن سيّان

  وباينني الواشي عليه وواصلت ... دموعي وكان الخير في رأي إنساني

  ولم يحل إلّا مبسما مثل عقده ... يفصّل من دمعي عليه بمرجان

  وشمس محيا خصّها اللّه بالبها ... وفاض وحسن الشمس يأتي بميزان

  وما لي أنصار على عاذلي به ... وقد جئته من وجه بدر بحسّان

  تصدّى لألحاظ سحرن جنانه ... ولولا العيون النجل ما كان عنّاني

  وحيّا الحيا أيّامنا أيمن الحمى ... لو أن المنى يثني لنا عيشنا الهاني

  ليالي فودي أسود مثل حالنا ... بطلعة واش بالحبايب غيران

  عسى نسمة جادت بها راحة الصّبا ... ففاض بها دمعي يخبّر عن شاني

  ستهدي إلى من بان طيّ ضمائري ... وتأتي بمثل المسك نشرا عن البان

  فقدما سعت ما بين لبنى وقيسها ... وأهدت إلى ميّ أحاديث غيلان

  وللّه أيّاما قصفنا بظلّها ... ورحنا وبتنا بين قصف وأغصان

  محت رقبة الأيام تبييض لهونا ... وكان لها في عهدنا عين نعسان

  ولم يبق إلّا مدمعي مثل خمرنا ... وإلّا حنيني في الدياجي كالحان

  أعاتب قلبي كيف ما فاض بعده ... على أنه قد سال في مدمعي القاني

  ولا أرتضي غير الهوى لي مذهبا ... وإن كنت من تبريحه بين نيراني

  ولي من زفيري خير خلّ منادم ... ومن أدمعي في وجنتي خير جيران

  ودون الكثيب الفرد فرد محاسن ... حلى فحموا منه الجمال بمرّان

  رأوا خدّه التفّاح والغصن قدّه ... فخافوا على روض البها خلسة الجاني

  رقبت له الجوزاء ليلا أرى به ... سقامي ولا يرجى لإصباحه الواني

  وشبّهت فيه النجم نورا ورفعة ... بنظم الكريم الهاشمي خير عدناني