نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[184] السيد جمال الدين، هاشم بن يحيى الحسني

صفحة 293 - الجزء 3

  ومنها:

  أديب على العاصي تباعد شأوه ... وأربى بحسن النظم فاستغرب الداني

  إذا كان للعليا حبيبا فبيته ... يسير مسير الشمس في كلّ ديوان

  هو الشمس إشراقا وما أنا قائل ... وكيوان نحس حاز رفعة كيوان

  وما مثله قسّ وكيف وكفّه ... وفكرته للتبر والدّرّ سحبان⁣(⁣١)

  سحبان الباهلي⁣(⁣٢) كان مشهورا بالفصاحة في الخطب، قدم على معاوية ضحى فخطب فلم يتلعثم ولا انقطع حتى نودي بالصلاة، وهو مثل قربان، فيكون في البيت تورية أو بفتح السين على اختلاف الروايات فإيهام التورية وكذا التورية في بيت الدّاني لأنّ المعنى البعيد يراد به أبو بكر المغربي الداني نسبة إلى مدينة دانية، شاعر المعتمد على اللّه وهو مشهور، والمعنى القريب ما يقابل القاصي وهي مرشحة به وفي استغرب أيضا تورية من الغرابة والمغرب، وليس القصد شرح البديع فهو بعيد الحلبة، إلّا أن التورية والاستخدام بمنزلة الدماغ والقلب لجسده، فكثرت العناية بهذين الرئيسين.

  وكم لهذا السيد الهاشمي في النظم والنثر معجزات، وفي الموشح آيات بيّنات.

  ومن نثره في تقريض هذا المؤلف ما مرّ على المسامع أحلى من عبادات هذا المؤلف الوسيم، ولا هبّ في رياض الأذهان مثل هذه النسيم، ولا دارت بمثلها الكؤوس، ولا ولعت بمثلها النفوس، ولا تنزّهت الأحداق في أمثال


(١) بعضها في نشر العرف ٢/ ٧٩١ - ٧٩٢.

(٢) سحبان بن زفر بن إياس الوائلي، من باهلة: خطيب يضرب به المثل في البيان. يقال «أخطب من سحبان» و «أفصح من سحبان». اشتهر في الجاهلية وعاش زمنا في الإسلام. وكان إذا خطب يسيل عرقا، ولا يعيد كلمة، ولا يتوقف ولا يقعد حتى يفرغ. أسلم في زمن النبي ÷ ولم يجتمع به، وأقام في دمشق أيام معاوية. وله شعر قليل وأخبار، توفي سنة ٥٤ هـ.

ترجمته في: بلوغ الأرب للآلوسي ٣: ١٥٦ وشرح المقامات للشريشي ١: ٢٥٣ وتهذيب ابن عساكر ٦: ٦٥ وخزانة الأدب للبغدادي ٤: ٣٤٧ ومجمع الأمثال ١: ١٦٧ وفي الإصابة، الترجمة ٣٦٥٨، شك في إدراكه الاسلام، ونقل عن طبقات الخطباء لأبي نعيم: «سحبان:

خطيب العرب غير مدافع، وكان إذا خطب لم يعد حرفا ولم يتلعثم ولم يتوقف ولم يفكر بل كان يسيل سيلا»، الاعلام ط ٤/ ٣ / ٧٩.