نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[185] الخليفة الواثق بالله، أبو جعفر، هارون

صفحة 302 - الجزء 3

  من ميتة الخلفاء، ثم ذكر صفة وفاة المأمون، وقال: لمّا مات الواثق، سجّي بثوب واشتغل الناس بالبيعة للمتوكّل فجاء جرذون من البستان فاستلّ عينيه وذهب بهما ولم يعلموا به حتى غسلناه.

  وحكى بعض خواصّ خدمه قال: لحقت الواثق غشية في مرضه فظننته مات، فقال بعضنا لبعض: تقدّموا فما جسر أحد فتقدّمت أنا فلما أردت أن أضع إصبعي على أنفه فتح عينيه، فكدت أموت فزعا وتأخّرت إلى خلفي فتعلّقت بعتبة وهناك سيف معلّق فعثرت وسقط السيف وكاد يدخل في لحمي، فخرجت ثم عدت فوقفت لحظة، فمات حقّا فشدت لحييه وسجّيته وأخذ الفرّاشون تلك الفرش المثمنة ليردّوها إلى الخزانة وترك وحده في البيت، فقال لي أحمد بن أبي داود: إنا نشتغل بعقد البيعة للمتوكل فأحفظه حتى يدفن، فرددت الباب وجلست خلفه فسمعت حركة أفزعتني، فدخلت فإذا الجرذون جاء فاستلّ عينيه وأكلهما، فقلت: لا إله إلا اللّه، هذه العين التي كادت أن تقتلني بلحظة صارت طعاما لفأر.

  توفي الواثق بسامرّاء في رجب سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وهو ابن ستّ وثلاثين سنة وأشهرا، وخلافته ست سنين وتسعة عشر يوما.

  وكان أبيض مليحا يعلوه صفرة حسن اللحية في عينه نكتة، شاعرا أديبا مطلعا على العلم.

  وذكر الثعالبي: أن القاضي يحيى بن أكثم دخل على المأمون يوما وعنده الواثق، وهو غلام أمرد جميل فجعل القاضي يحدّ النظر إليه، فقال المأمون: يا أبا محمّد حوالينا ولا علينا.

  * * *

  ولحم الأسد بارد يابس في أوّل الرابعة وفيه منافع ومضار وإنّما أوجب أكله الاستسقاء لحرارته فأضعف قوى الكبد ونفّذه الشراب إليها بقوّة وإلّا فهو ممّا ينفع الاستسقاء إذا كان السبب والكبد باردا، ومن أدويته المازريون المدبّر والفرفيون والحاشا والاغتسال بماء البحر والإندفان في الرمل الحار.

  وذكر بعض الأدباء أن للأسد خمسمائة اسم.