نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[186] الشريف أبو السعادات هبة الله بن علي بن

صفحة 306 - الجزء 3

  أدمى بدت لعيوننا أم ربرب ... أم خرّد أكفالهنّ رواجح

  أم هذه مقل الصوار رنت لنا ... خلل البراقع أم ظبا وصفائح

  لم تبق جارحة وقد واجهننا ... إلّا وهن لها بهن جوارح

  كيف ارتياح القلب من أسر الهوى ... ومن الشّقاوة أن يراض القارح

  لو بلّه من ماء صارح شربة ... ما أثّرت للوجد فيه لواقح⁣(⁣١)

  وهذه القصيدة أحسن فيها الشريف واشتملت على جزالة ومعان مليحة وأمثال، والصوار: البقر الوحشية.

  وما أدري بما استحق ما روى ابن خلكان إن بعضهم عمل فيه:

  يا سيّدي والذي يعيذك من ... نظم قريض يشقى به الفكر

  ما فيك من جدّك النبيّ سوى ... أنّك لا ينبغي لك الشعر⁣(⁣٢)

  ولقد أوغل الشاعر في سلب فضل الشعر عن الشريف، وإن زعم ابن خلكان إنه كان لا بدّ من هجاء فليكن هكذا وذهنك الناقد.

  وكان أبو السعادات صنّف عدّة تصانيف، ومنها: «الأمالي» تشتمل على فوائد جمّة من الأدب وختمه بمجلس قصره على أبيات من شعر المتنبّي وذكر ما قاله الشّراح فيها وزاد من عنده، ولما أكمله حضر إليه أبو محمد بن الخشّاب والتمس منه سماعه فلم يجبه فعاداه، وله «حماسة» كحماسة أبي تمام. وله في النحو «ما اتّفق لفظه واختلف معناه». وشرح «اللمع» لابن جنّي. وله شرح في «التصريف الملوكي» وغير ذلك.

  وأخذ عن جماعة من الشيوخ كالحسين بن المبارك الصيرفي، ومحمد بن سعيد بن نبهان الكاتب وغيرهما.

  وأخذ عنه الحافظ ابن السمعاني، وذكر: إنّه لمّا قدم أبو القاسم الزمخشري


(١) وفيات الأعيان ٦/ ٤٧ - ٤٨، فوات الوفيات ٢/ ٦١٢ - ٦١٣.

(٢) إشارة إلى قوله تعالى في حق الرسول ÷ «وما علمناه الشعر وما ينبغي له» - سورة يس: الآية ٦٩ - في الوفيات: الشعر لأبي محمد، الحسن بن أحمد بن محمد بن جكينا البغدادي الحريمي، أنظر: ترجمة القاسم بن علي الحريري، وفيات الأعيان ٦/ ٤٩، فوات الوفيات ٢/ ٦١٤.