نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[186] الشريف أبو السعادات هبة الله بن علي بن

صفحة 307 - الجزء 3

  إلى بغداد قاصدا للحج قصده الشريف أبو السعادات فأنشده قول أبي الطيّب:

  وأستكثر الأخبار قبل لقائه ... فلمّا التقينا صغّر الخبر الخبر

  ثم أنشده أيضا قول ابن هانئ:

  كانت مسائلة الرّكبان تخبرني ... عن جعفر بن فلاح أطيب الخبر

  ثمّ التقينا فلا واللّه ما سمعت ... أذني بأحسن ممّا قد رأى بصري

  قال الزمخشري: روى عن النبي ÷، لمّا قدم عليه زيد الخيل قال له: يا زيد ما وصف لي أحد في الجاهلية فرأيته في الإسلام إلّا كان دون ما وصف لي غيرك⁣(⁣١).

  قلت: كأنّما نبّهه الزمخشري بأن أصل الشاعرين معنى الحديث.

  وكان أبو السعادات إمامي المعتقد، ومن شعره أيضا:

  هل الوجد خاف والدموع شهود ... وهل مكذب قول الوشاة جحود

  وحتى متى تفني دموعك بالبكا ... وقد حدّ حدّا للبكاء لبيد

  وإنّي وإن أحنت قناتي كبرة ... لذو مرّة في النائبات جليد⁣(⁣٢)

  وأراد «بحدّ لبيد» قوله، يخاطب ابنته:

  تمنّى ابنتاي أن يعيش أبوهما ... وهل أنا إلا من ربيعة أو مضر⁣(⁣٣)

  فإن كان يوما أن يموت أبوكما ... ولا تخمشا وجها ولا تحلقا شعر

  وقولا: هو المرء الذي لا خليقة ... أضاع، ولا خان الصديق ولا غدر⁣(⁣٤)

  إلى الحول ثمّ السلام عليكما ... ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر

  وهو أبو عقيل لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن حفصة بن قيس عيلان بن مضر، الشاعر المشهور ٥.


(١) وفيات الأعيان ٦/ ٤٦ - ٤٧، فوات الوفيات ٢/ ٦١١.

(٢) وفيات الأعيان ٦/ ٤٨، فوات الوفيات ٢/ ٦١٣.

(٣) وفيات الأعيان ٦/ ٤٨، فوات الوفيات ٢/ ٦١٣، ديوان لبيد ٢١٣.

(٤) مرّت ترجمته بهامش سابق.