نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[186] الشريف أبو السعادات هبة الله بن علي بن

صفحة 308 - الجزء 3

  كان مخضرما أدرك الجاهلية والإسلام ويعدّ من الأشراف والأجواد.

  والفرسان والقرّاء والمعمّرين.

  قيل إنه عمّر مائة وخمس وأربعين سنة، وقدم على النبيّ ÷ في وفد بني كلاب بعد موت أخيه من أمّه أربد بالصّاعقة فأسلم وحسن إسلامه ونزل الكوفة أيّام عمر ومات بها في آخر أيام معاوية⁣(⁣١).

  وذكر القاضي الرشيد أحمد بن الزبير الأسواني المصري، وابن رشيق في العمدة، وأبو الفرج: إن أبا براء، عامر بن مالك ملاعب الأسنّة⁣(⁣٢) وهو عمّ لبيد، وفد في رهط من بني جعفر ومعه لبيد على النعمان بن المنذر، فقصر بهم الربيع بن زياد العبسي، وكانوا يخلّفون لبيدا في رحالهم ليحفظ متاعهم وهو صغير، فسمعهم ذات ليلة يتذاكرون أمر الربيع، فسألهم عنه فكتموه، فقال: واللّه لا حفظت لكم متاعا ولا سرّحت لكم بعيرا، أو تخبروني، وكانت أمّ لبيد يتيمة في حجر الربيع، فقالوا له: خالك الربيع قد غلبنا على الملك وصدّ عنا وجهه، فقال لهم لبيد: هل تقدرون أن تجمعوا بيني وبينه فازجره لكم بقول ممضّ⁣(⁣٣) مؤلم لا يلتفت إليه النعمان أبدا؟ قالوا: وهل عندك من شيء؟ قال: نعم، قالوا: فإنا نبلوك، قال: وما ذاك؟ قالوا: تشتم هذه البقلة، وقدّامهم بقلة دقيقة القضبان، قليلة الورق، لاصقة بالأرض، تدعى الشربة⁣(⁣٤) فقال: هذه الشربة «لا تذكي نارا،


(١) الأغاني ١٥/ ٣٥١.

(٢) عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب العامري، أبو براء: فارس قيس، وأحد أبطال العرب في الجاهلية، وهو خال عامر بن الطفيل. سمي «ملاعب الأسنة» بقول أوس بن حجر:

«ولاعب أطراف الأسنة عامر ... فراخ، له حظ الكتيبة أجمع»

أدرك الإسلام وقدم على رسول اللّه ÷ بتبوك، ولم يثبت إسلامه، توفي نحو ١٠ هـ.

ترجمته في: مجمع الأمثال ٢: ٢٢ والإصابة، ت ٤٤١٧ والمحبر ٤٧٢ والروض الأنف ٢: ١٧٤ وجمهرة الأنساب ١٩٣ وفيه أن الذي سماه ملاعب الأسنة هو ضرار بن عمرو الضبي، وخزانة البغدادي ١: ٣٣٨ وتهذيب ابن عساكر ٧: ١٩٥ والآمدي ١٨٧ وفي ثمار القلوب ٧٨ أن «ملاعب الأسنة» هو عامر بن الطفيل، وأما هذا فلقبه «ملاعب الرماح» قلت: أخذ هذا من قول لبيد في رثائه:

«قوما، تنوحان مع الأنواح ... وأبنا ملاعب الرماح»

وفي القاموس ما معناه: جعل الأسنة رماحا للقافية، الاعلام ط ٤/ ٣ / ٢٥٥.

(٣) ممض: أي بقول حادّ موجع.

(٤) في الأغاني: «التّربة»، والتّربة شجرة شائكة وثمرتها كأنها بسره معلقة (لسان العرب: مادة ترب).