نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[188] والد المؤلف، أبو علي، وأبو الحسين، يحيى

صفحة 330 - الجزء 3

  فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين، وأخذوا بعد ذلك يكتبون بل ينضّدون تلك اللآلئ التي نثرها عليهم، فسأله رجل منهم ينتسب إلى الحافظ أحمد بن حجر الهيثمي، عن مسئلة فأجابه، فأنكر أن يكون أحد من العلماء أجاب بجوابه فيها، فقال: إن جدّك الحافظ ذكر في كتابة الفلاني وهو عندي بصنعاء فقال الشهابي:

  هذا الكتاب طالعته مرّات فلم أر ما ذكرت، ثم أمر عبده فجاء بالكتاب ففتح والدي على المطلوب وأراه ذلك الفاضل، فأقسم باللّه أنّه يطالع الكتاب عمره ولم يقف على ذلك المطلب يومئذ، وصغرت أنفس القوم عندهم، وبلغ ذلك الشريف زيد بن الحسن، فسرّه ذلك.

  ولم تكن همّته في غير العلم والعناية به، ولا يشغفه الحور والبياض والسّواد إلّا من خطوط الأوراق.

  وكان يبالغ في طلب الكتب ويأخذها بأضعاف الأثمان، وجمع منها النفانس في كلّ فنّ ويحمل أكثرها في أسفاره.

  وكان كثير الأسفار وحجّ عدّة مرّات وزار رسول اللّه ÷ مرارا، وهمّ في أكثر حجّاته بالسفر إلى الكوفة وزيارة أمير المؤمنين علي #، لا سيما آخر حجّة حجّها وكان عظيم الجاه كبير المنزلة عند المتوكّل، وفد إليه مرّة فبقي عنده نحو السنة في أعزّ منزل، وكان يحضر مجالس علمه، ونظم له رجزا بيّن فيه عقيدة المتوكل وشرحه أيام مقامه لديه، وفي آخر أيام المتوكل كان في نفسه أشياء أنكرها عليه فسار إلى صعدة وصاحبها السيد الأمير علي بن أحمد بن أبي طالب، واتفق أيام مقامه بصعده خلاف علي بن أحمد على المتوكل بسبب أنّه ولّا بلاده ابنه الحسن بن المتوكل، ومرض المتوكل مرض الموت وأرسل العساكر إلى صعدة في حال مرضه، ثم توفّي المتوكّل قبل نفوذ الجيوش، وقد انهزم ولده الحسن من صعدة إلى تهامة، ودعى الناس إلى إمامة نفسه أحمد بن الحسن وتلقّب بالمهدي، وطلب ذلك الأمير غيره، فبايعه والدي ببلاد همدان لأنه علم من طريق الجفر أنه يستخلف باليمن خمس سنين، فلمّا بايعه لم يختلف عليه اثنان، ولا انتطحت عنزان، بل كانت بيعته فصل الخطاب، وكان المهدي حسن الودّ له والرأي فيه لا يرى الدنيا إلّا به، وله معه أخبار مستملحة فكافأه وولّاه «يريم» ونواحيها بعد الامتناع الكثير من قبول الولاية.

  وكان مجتهدا وله مذهب مستقلّ في الفروع تبعه عليه جماعة وافرة من أهل