[190] السيد أبو الحسن يحيى بن إبراهيم بن علي
  القنّب، وأمرنا الشيخ بحمد اللّه على هذه النعمة، ثم شاع أكلها في البلاد، وإلى ذلك أشار محمد بن علي الدمشقي:
  دع الخمر واشرب من مدامة حيدر ... معتّقة خضراء مثل الزبرجد
  وذكر أبياتا طويلة، وكلاما طويلا لا حاجة إليه.
  قلت أنا: أكل الحشيش قبيح شرعا وعقلا وطبعا، أما الشرع فللحديث ما أسكر كثيرة فقليله حرام، وأمّا العقل فلأنها أفسد الأشياء له، وأمّا الطبع فلأنّها تضرّ البصر وكم قد أعمت، وتفسد اللّون وتجلب البخر وتسقط الهمّة.
  * * *
  رجع، ولصاحب الترجمة يتبرّم لطول الإقامة بصنعاء ويتشوّق إلى اليمن الأسفل:
  تعرض برق المنحنى لسؤالي ... بلمع خفيّ في الدّجى متوالي
  وبالغ في الإيماء والرمز صائنا ... لسرّي وإلّا فهو غير مبالي
  وأورد في حسن العبارة صنعة ... مهذّبة تحكي عقود لآلي
  وبات بقلب مثل قلبي خافق ... يصول على من شامه بنصال
  لقد رقّ لي حتى تخيّلت أنه ... سيهبط من أفق السما المتعالي
  رآني أخا بثّ وحزن ولوعة ... وباء وعين من بعاد ودال
  وأدرك من فحوى نظامي رقة ... تدل على إفراط رقّة حالي
  فأمسى بنيران التفجّع صاليا ... يبالغ في حفظ الوفا ويغالي
  عزيز عليه أن يراني بمنطق ... لمحكم آيات التّغابن تالي
  وأنّي أشكو الحادثات وأنّه ... يعود عتابا للزمان مقالي
  وقد كان مقصورا على وصف معهد ... بسفح الحمى أو موعد بوصالي
  وذكر ظباء بالمغاني أوانس ... تروح وتغدو لا ظباء رمال
  وتمثيل أنواع من الحسن والبها ... حواها الذي أهوى بكل مقال
  وتشبيهه بالظبي جيدا ومقلة ... وبالبدر إشراقا وبعد منال
  ونعت عهود بالعذيب وبارق ... وبرد مقيل فيهما وظلال
  وشكوى رقيب طالما بات ساهرا ... لئلا أرى في النوم طيف خيال
  ألا في سبيل اللّه نفس تقطعت ... أسى وغدت مشغولة بمحال