نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[192] الشيخ جمال الدين، أبو الحسين، يحيى بن

صفحة 359 - الجزء 3

  وكم ليلة أستغفر اللّه بتّها ... بخدّ وريق بين ورد وجريال

  تبطّنت فيها بدر تمّ مشنّف ... ولم أتبطن كاعبا ذات خلخال

  وذكر الشيخ صلاح الدين الصفدي في الغيث: ان الجزّار كتب إلى بعض أصحابه في يوم نيروز مضمّنا قول أبي نوّاس:

  كتبت بها في يوم لهو وهامتي ... تمارس من أبطاله ما تمارس

  وعندي رجال للمجون ترجّلت ... عمائمهم عن رؤوسهم والطيالس

  فللراح ما زرّت عليه جيوبها ... وللماء ما دارت عليه القلانس

  مساحب من جرّ الزقاق على القفا ... وأضغاث أنطاع جنيّ ويابس

  قلت: إنّما قال: «وللماء ما دارت عليه القلانس» مضمنا وما بعده لأن سنة النيروز عند العامة أن يرش بعضهم بعضا بالماء ويتصافعوا بالجلود أخذا من فعل العجم.

  وأما أبيات أبي نواس المضمّنة فقد ذكر الشريف أبو القاسم المرتضى في الغرر والدّرر قال: قال يموت بن المزرّع: سمعت خالي الجاحظ يقول لا أعرف شعرا يفضل قول أبي نوّاس:

  ودار ندامى عطّلوها وأدلجوا ... بها أثر منهم جديد ودارس

  مساحيب من جرّ الزّقاق على الثّرى ... وأضغاث ريحان: جنيّ ويابس

  ولم أدر من هم غير ما شهدت به ... بشرقيّ ساباط الدّيار البسابس⁣(⁣١)

  أقمنا بها يوما ويوما وثالثا ... ويوما له يوم الترحّل خامس

  تدار علينا الرّاح في عسجديّة ... حبتها بأنواع التّصاوير فارس

  قرارتها كسرى وفي جنباتها ... مها تدّريها بالقسيّ الفوارس⁣(⁣٢)

  فللخمر ما زرّت عليه جيوبها ... وللماء ما دارت عليه القلانس⁣(⁣٣)

  قال الجاحظ: فأنشدتها أبا شعيب القلّال⁣(⁣٤) فقال: يا أبا عثمان، لو نقر


(١) البسابس: الخوالى، وساباط: موضع ببلاد فارس.

(٢) تدريها: تحتلها.

(٣) ديوان أبي نواس ٢٩٥، الكامل بشرح المرصفي ٧/ ٥٤.

(٤) في هامش الغرر: «أبو شعيب هذا صقر بن عبد الرحمن القلال».