[192] الشيخ جمال الدين، أبو الحسين، يحيى بن
  هذا الشعر لطنّ! قلت: ويلك! ما تفارق الجرار والخزف حيث كنت!(١).
  ولأبي الحسين الجزار أرجوزة مفيدة ضمّنها ذكر من تولّى مصر من العمال والملوك والخلفاء.
  ومن أخباره مع السراج الوراق: أنّهما اتّفقا ببعض ديارات النصارى وفيه راهب مليح وجاء زامر مليح أيضا، ثم اتفق مجيء بعض مشايخ الرهبان فضرب الراهب وهرب الزامر، فقال أبو الحسين:
  في فخّنا لم يقع الطائر
  فقال السراج:
  لا راهب الدير ولا الزّامر
  فقال أبو الحسين:
  فسعدنا ليس له أوّل
  فقال السراج:
  ونحسنا ليس له آخر
  وعلى ذكر الرهبان، فقد ذكر المقريزي في الخطط: ان مروان بن محمد آخر خلفاء بني أميّة لما ورد مصر منهزما من بني العبّاس أوقع بالنصارى لسبب وسبى الرهبان وسبى المترهّبات بدير البنات، وراود فيه راهبة جميلة، فلمّا علمت أنه لا مخلص لها منه احتالت عليه فقالت: اني أدلّك على دهن من أدهن به لم يعمل فيه السلاح أصلا فطمع فيه، وقالت له: أنا أجرّبه لك في نفسي ثم أخرجت دهنا من حقّ ودهنت عنقها ومدّته وقالت: أنا أمكّنك من التجربة طيبة لنفسك بشرط أن تكفّ عني، قال: نعم، قالت: فاضرب رقبتي يبن لك صدقي فضرب عنقها بالسيف ضربة أطار رأسها، فلما رآها قتيلة عجب من حيلتها وعلم أنّها اختارت القتل على الزّنا(٢).
  وذكر الصفدي أيضا: إنّ أبا الحسين الجزار جاء إلى باب الصاحب زين
(١) الغرر والدرر ١/ ١٩٧ - ١٩٨.
(٢) الخطط المقريزية ٣/ ٣٩٧.