نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[194] أبو يوسف، يعقوب بن إسحاق اللغوي، الإمام

صفحة 370 - الجزء 3

  عمار وأبويه فإنّ النبي ÷ صوب الأمرين كما نقل.

  قلت: الأفضلية التي أشار إليها: أن أبا جهل دعا عمارا وأباه ياسرا وأمّه سميّة إلى النطق بكلمة الكفر، فأمّا عمّار فأعطاه بلسانه فسلم، وأما أبواه فأبيا فوجأ سميّة بحربة في قبلها فماتت وقتل ياسرا، وجاء عمّار إلى النبي ÷ يبكي فأخبره بفعل أبويه وفعله فترحم رسول اللّه ÷ عليهما ولم ينكر ما فعله تقيّة.

  وقال جماعة في عمّار، فبلغ النبي ÷ فقام خطيبا وقال: كلّا ان عمارا ملئ إيمانا من قرنه إلى قدمه.

  الثالث: من أحوال التقية واجب وهو ما عدا القسمين.

  وكان أصل يعقوب من خوزستان. وروي أن الفراء سأله عن نسبه، فقال:

  خوزي أصلحك اللّه من دورق وهي بلدة من عمل خوزستان، فبقي الفرّاء أربعين يوما في بيته لا يظهر، فسئل عن ذلك فقال: سبحان اللّه أستحي أن أرى يعقوب لأني سألته عن نسبه فصدقني وفيه بعض القبح.

  وذكر ابن خلكان: انّ اللحياني اللغوي، أملى يوما، فقال: تقول العرب «مثقل استعان بذقنيه» وصحّف في المثل، فقام إليه ابن السكيت وهو حدث فقال:

  انهم يريدون الجمل إذا استعان بجنبيه، فقطع الإملاء، فلما كان المجلس الثاني أملى فقال: تقول العرب: «هو جاري مكاشري» بالشين المعجمة فقام إليه فقال:

  ما معنى مكاشري؟ إنما هو مكاسري، أي «كسر بيتي إلى كسر بيته» فلم يمل بعد ذلك شيئا⁣(⁣١).

  قلت: إنما سمي التصحيف لأن صاحبه يأخذ من المصحف.

  وقد حكي عن بعض المحدثين أنه كان يغسل خصي حماره فليم في ذلك، فقال: قد روي عن ابن عمر أنه كان يغسل خصى الحمار فقيل له: سخنت عينك، إنّما الرواية أن يغسل حصي الجمار التي يرمي بها الجمرات.

  وعن أحمد بن أبي شداد قال: شكوت إلى ابن السكيت ضائقة فأنشدني لنفسه:


(١) وفيات الأعيان ٦/ ٣٩٦.