نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[194] أبو يوسف، يعقوب بن إسحاق اللغوي، الإمام

صفحة 372 - الجزء 3

  ولم تر لانكشاف الضرّ وجها ... ولا أغنى بحيلته الأريب

  أتاك على قنوط منك غوث ... يمنّ به اللطيف المستجيب

  وكلّ الحادثات إذا تناهت ... فموصول بها فرج قريب⁣(⁣١)

  وقال أبو عثمان المازني: اجتمعت بابن السكيت عند الوزير أبي جعفر بن الزيّات فقال لي: سل أيا يوسف عن مسألة: فكرهت أن أوحشه لصداقته فألحّ الوزير فاجتهدت في مسألة سهلة، فقلت له: ما وزن نكتل، فقال: نفعل، فقلت:

  ينبغي أن يكون ماضيه كتل، قال: ليس هذا وزنه إنما وزنه نفتعل، فقلت: نفتعل كم حرفا؟ قال: خمسة، قلت: ونكتل كم؟ قال: أربعة، قلت: فما وزنه خمسة يكون زنة لأربعة، فانقطع وخجل، فقال الوزير: وإنما تأخذ ألفي درهم في كل شهر على أنك لا تحسن وزن نكتل فلما خرجنا، قال: هل تدري ما صنعت؟

  قلت: واللّه لقد قاربتك جهدي ومالي ذنب⁣(⁣٢)، وقيل إن ذلك وقع بين يدي المتوكّل.

  ورأيت في أخبار النحاة: ان يعقوب أجاب ابن الزيّات عن قوله: «إنما تأخذ من بيت المال بقدر ما علمنا ولو أخذنا بقدر ما جهلنا لم يسع ذلك بيت المال».

  قلت: الوجه في الوزن نعتل لأن أصل ماضيه اكتيل فاعل بقلب يائه ألفا لوجود السبب فلما جزم مضارعه التقى السّاكنان فحذفت الألف التي هي عوض عن العين.

  ومن النوادر: أن القاضي عماد الدين يحيى الجباري كان يقول: ان نكتل أحد اخوة يوسف فلما سألته عن سبب إسكان اللام لم يرجع لا جرم أنه لم يكن نحويّا بل فقيها إخباريا.

  * * *


(١) وفيات الأعيان ٦/ ٣٩٩ - ٤٠٠، حياة الحيوان ٢/ ٢٤٢، وفيهما لابن السكيت، كشكول البهائي ٢/ ٧١، مجاني الأدب ٣/ ١٠٣ وفيهما لأبي تمام، البداية والنهاية ٨/ ١٠، تاريخ الخلفاء ١٨٣، الحماسة البصرية ٢/ ١، أنوار العقول - خ - قطعة ٢٦ وفيهم للإمام علي بن أبي طالب #.

(٢) وفيات الأعيان ٦/ ٣٩٧ - ٣٩٨.