[7] أبو حامد، أحمد بن محمد الأنطاكي
  وكان المتوكل يأمر أن يرمى به إلى دجلة في المنجنيق، فإذا صار في الهواء صاح: الطريق الطريق، فإذا صار في الماء أمر الصيّاد فيخرجه بالشبكة كما يخرج السمك، وفي ذلك يقول:
  ويأمر بي الملك ... فيطرحني في البرك
  ويصطادني بالشبك ... كأني من السمك
  ويضحك كك كك [ككك ... ككك كك ككك كك ككك](١)
  وقال أبو العيناء: أنشدت أبو العبر قول المأمون:
  ما الحبّ إلّا قبلة ... وغمر كفّ وعضد(٢)
  أو كتب فيها رقى ... أنفذ من نفث العقد(٣)
  من لم يكن ذا حبّه ... فإنما يبغي الولد
  ما الحبّ إلّا هكذا ... من نكح الحبّ فسد
  فقال لي: كذب المأمون وأكل من خراي رطلين وربعا بالميزان، فقد أخطأ وأساء، ألا قال كما قلت:
  وباض الحبّ في قلبي ... فيا ويلي إذا فرّخ
  وما ينفعني الحبّ ... إذا لم أكنس البربخ(٤)
  وإن لم يطرح الأصلع ... خرجيه على المطبخ
  ثم قال لي: كيف ترى؟ قلت: عجبا من العجب، قال: ظننت أنك تقول:
  لا، فأبلّ يدي ثم ارفعها، ثم سكت، فبادرت وانصرفت خوفا من شرّه(٥).
  وكانت كنيته أبا العباس، فصيّرها أبا العبر، ثم كان يزيد فيها كل سنة حرفا حتى مات، وهي أبو العبر طرد طنك طبارى بك نك يك(٦).
(١) الأغاني ٢٣/ ٢١٠ وما بين المعقوفين أكملناه منه.
(٢) العضد: ما بين المرفق إلى الكتف.
(٣) الرقى: جمع رقية وهي العوذة التي يرقى بها المريض ونحوه، ويقال لما يؤثّر: رقية.
(٤) البربخ: منفذ الماء ومجراه، أو البالوعة من الخزف وغيرها، وجمعها: برابخ.
(٥) الأغاني ٢٣/ ٢٠٧ - ٢٠٨.
(٦) الأغاني ٢٣/ ٢٠٨.