نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[7] أبو حامد، أحمد بن محمد الأنطاكي

صفحة 155 - الجزء 1

  وكان المتوكل يأمر أن يرمى به إلى دجلة في المنجنيق، فإذا صار في الهواء صاح: الطريق الطريق، فإذا صار في الماء أمر الصيّاد فيخرجه بالشبكة كما يخرج السمك، وفي ذلك يقول:

  ويأمر بي الملك ... فيطرحني في البرك

  ويصطادني بالشبك ... كأني من السمك

  ويضحك كك كك [ككك ... ككك كك ككك كك ككك]⁣(⁣١)

  وقال أبو العيناء: أنشدت أبو العبر قول المأمون:

  ما الحبّ إلّا قبلة ... وغمر كفّ وعضد⁣(⁣٢)

  أو كتب فيها رقى ... أنفذ من نفث العقد⁣(⁣٣)

  من لم يكن ذا حبّه ... فإنما يبغي الولد

  ما الحبّ إلّا هكذا ... من نكح الحبّ فسد

  فقال لي: كذب المأمون وأكل من خراي رطلين وربعا بالميزان، فقد أخطأ وأساء، ألا قال كما قلت:

  وباض الحبّ في قلبي ... فيا ويلي إذا فرّخ

  وما ينفعني الحبّ ... إذا لم أكنس البربخ⁣(⁣٤)

  وإن لم يطرح الأصلع ... خرجيه على المطبخ

  ثم قال لي: كيف ترى؟ قلت: عجبا من العجب، قال: ظننت أنك تقول:

  لا، فأبلّ يدي ثم ارفعها، ثم سكت، فبادرت وانصرفت خوفا من شرّه⁣(⁣٥).

  وكانت كنيته أبا العباس، فصيّرها أبا العبر، ثم كان يزيد فيها كل سنة حرفا حتى مات، وهي أبو العبر طرد طنك طبارى بك نك يك⁣(⁣٦).


(١) الأغاني ٢٣/ ٢١٠ وما بين المعقوفين أكملناه منه.

(٢) العضد: ما بين المرفق إلى الكتف.

(٣) الرقى: جمع رقية وهي العوذة التي يرقى بها المريض ونحوه، ويقال لما يؤثّر: رقية.

(٤) البربخ: منفذ الماء ومجراه، أو البالوعة من الخزف وغيرها، وجمعها: برابخ.

(٥) الأغاني ٢٣/ ٢٠٧ - ٢٠٨.

(٦) الأغاني ٢٣/ ٢٠٨.