[197] السيد العلامة، أبو محمد، يوسف بن
  جواد ذهنكم الصافي والجموه، وأطلقوا عنانه في هذا الميدان حتى تفهموه، والسلام.
  فأجاب عليه في الحال بهذا الجواب الآتي، وجعله أحجية وهو هذا المشار إليه أرسلنا به إلى قبل هاتين ولم يزد على ذلك. وقصده أنه أرسل بالبغلة إلى البستان.
  ولفظة بستان مجرد عن آلة التعريف يتحصّل منها لفظة «بس» ومرادفها قبل ولفظة «تأن» بمرادفها هاتان، ولا شك أن كلام الملوك ملوك الكلام.
  نقلت ذلك من خطّ السيد عماد الدين.
  ولعمري لقد أجاد وأبدع وعندي أن الجواب أبدع لأنه بلفظتين، وقع جوابا لفصل، وهذه هي البلاغة التي أشار إليها الوزير جعفر بن يحيى البرمكي بقوله:
  البلاغة البلوغ إلى المعنى ولم يطل سفر الكلام، ولأنه أجاب اللغز بمثله.
  وقال بعض الناس: انه معيب بسبب أن «بس» غير عربي، وللحن اللفظة المثناة وهو لا يضرّ لأن المقصود من الأحاجي الإشارة إلى ما يصحّ ولو بالعرف وأحد معنيي الأحجية سالم من كلام العينين، وممّا استنبطه بقوة فكرته وبرهن إنّما لبطليموس في الحسبان قطرة من بحره، وهذه القاعدة الكليّة في الحساب سمعتها منه وكتبتها سنة أربع عشرة وأردت إيرادها لأنّها مختصرة مفيدة، قال: إذا سئلت عن كلّي منطقي على جزئيات كأن تسأل عن الزبدي في العرف والحرف والشهر والسنة ونحوها فأنسب الكلي المشتمل من جزئياته فإنك تجدها، أما نصف الثمن كالمسألة الأولى أو ربع العشر كالثانية، أو ثلث العشر كالثالثة، أو نصف سدس ثلث العشر إذا نسبت السنة من الأيام وأن نسبتها من الشهور فنصف السدس وعلى هذه القاعدة فقس، وكذلك كلما دخل تحت شيء من الجزئيات مثل الدوارس العرفية تحت البقش فهي بقدر ما نسبت إليه أن نسبتها إلى الحرف، وكانت البقشة ثمانية فهو يصير ثمن ربع العشر، ومثال ذلك ليتوضح لك ويبين أن شاء اللّه أن يقول لك قائل كم ستة آلاف يوم؟ فخذ السدس وهو ألف جزء، وعشرها خمسون جزءا، وثلث الخمس ستة عشر جزء وثلثي جزء، فهذا الذي يحصل السنون، فصحّ الستة الآلاف ستة عشر سنة وثمانية أشهر لأنّها ثلثا السنة، فإن أردت أن تعكس فكذلك فانظر إلى الستة عشر هذه واجعلها سدس ترى ذلك اثنين وثلاثين جزءا فاجعلها هذه سدسا تراه مائة وتسعين جزءا فاجعلها ثلثا