[8] أبو العباس، أحمد بن محمد الدارمي
  وأورد له من أول القصيدة [من الوافر]:
  أحقّا أن قاتلتي زرود ... وأن عهودها تلك العهود
  وقفت وقد فقدت الصّبر حتى ... تبين موقفي أني الفقيد
  وشكّت فيّ عذّالي فقالوا ... لرسم الدار أيكما العميد(١)
  وكان له مع المتنبي وقائع ومعارضات في الأناشيد.
  ومن حسن شعره الرقيق يمدح أمير المعالي على الحقيقة سيف الدولة [من البسيط]:
  المامة بمغاني دارهم لمم ... إذ لا امامة من دار لها أمم
  بأي حكم لأيام الفراق غدت ... بناعب كاعب والبين يحتكم
  عقلت عيسى كأني كنت حاسدها ... بدار سلمى وترب الدار مستلم(٢)
  كأن قلبي معان للنوى جزعا ... من قلب قرن عليّ وهو منهزم
  ناط الحمائل في ليث وفي قمر ... وفي الحمائل قد نيطت به الهمم
  كأنه أجل، أو طرفه وجل ... أو سيفه قدر في الروح يحتكم
  يا مظمئ الخيل أو تروى ذوابله ... والخيل تشرب من أشداقها اللجم
  إذا ملائكة النصر اختلطن بها ... تشابه العالم النوريّ والنسم
  لم ترع يا علم المجد الثغور لنا ... إلا وسبح إجلالا لك العلم
  لا يكتم النصر يوم أنت شاهده ... واليوم من نقعه قد كاد ينكتم
  النصر أسرجها والعزم ألجمها ... والحزم أمسك بالإسراج لا الحزم
  قال النهار لها والشمس مغمدة ... وللمنايا شموس غمدها القمم
  هذا عجاج فأين الأفق وهو قنى ... وتلك خيل فأين الأرض وهي دم
  بحد سيفك سيف الدولة انحطمت ... قواعد الشرك والأرواح تنحطم
  يحدث الذئب ذئب وهو مبتهج ... ويخبر النسر نسر وهو مبتسم
  قد أرضعتك ثديّ الحرب درتها ... ورمحك ابن رضاع ليس ينفطم
  ألست من معشر قامت مدائحهم ... على القنى وهي بالأرواح تنتظم
(١) يتيمة الدهر ١/ ٢٢٦، وفيات ١/ ١٢٦، شذرات الذهب ٣/ ١٥٤، أنوار الربيع ٥/ ١٢٥، نزهة الجليس ٢/ ١٤٦، أعيان الشيعة ٩ / مج ١٠/ ٤١٢ - ٤١٣. كاملة في شعر النامي ٥٤ - ٥٦.
(٢) اليتيمة ١/ ٢٢٦، أعيان الشيعة ج ٩ / مج ١٠/ ٤١٣ - ٤١٤، شعر النامي ٧٢ - ٧٨.