[8] أبو العباس، أحمد بن محمد الدارمي
  من آل حمدان حيث الملك مقتبل ... والمال مقتسم والحمد مغتنم
  قوم إذا حكموا يوما لأنفسهم ... جار السماح عليهم في الذي حكموا
  أبو علا أم ندى؟ أدعوك أم بهما؟ ... فأنت ذا والحيا والصارم الخذم
  إن تلحق الرأي تلحقه بغايته ... كذا الجواد من الاعجال ينخذم
  وإن تأنيت حزما لم تفتك عدى ... إن الأسود تمطى ثم تعتزم
  إن لم أقم أمما بالمدح من فكري ... فشك فيك يقيني أيها الأمم
  إذا طلبتك لم ألحقك في أمد ... ما حيلتي قد تناهى دونك الكلم
  وما عليّ إذا ما كنت ناظمها ... فعطلت كل ما قالوا وما نظموا
  ما أمتن هذا النظام الذي يستفز سحره الاعلام، وهو أول من خاطب الممدوح بأبيه العلا، والمرهبي - الآتي ذكره إن شاء اللّه تعالى(١) - يتبعه في استعمالها.
  ولأبي العباس النامي [من الوافر]:
  أتاني في قميص كالمريب ... عدوّ لي يلقّب بالحبيب
  وقد عبث الشراب بمقلتيه ... فصيّر خدّه كسنا اللهيب
  فقلت له: بما استحسنت هذا؟ ... لقد أقبلت في زيّ عجيب
  أحمرة وجنتيك كستك هذا؟ ... أم أنت صبغته بدم القلوب؟
  فقال: الرّاح أهدى لي قميصا ... قريب اللّون من شفق المغيب
  فثوبي والمدام ولون خدّي ... قريب من قريب من قريب(٢)
  وهذا نوع من اللّف والنشر طلاوة وحلاوة.
  وأنشدني المولى الأخ ضياء الدين زيد بن يحيى(٣) بلّ اللّه بسارية الرضوان مضجعه، لنفسه فيه:
  بروحي من تعاتبني فأبكي ... فتبسم حين تنظر ما حوالي
  ثناياها ومنطقها ودمعي ... لآل في لآل في لآل
(١) ترجمه المؤلف برقم ١٤٣.
(٢) معجم الأدباء ٣/ ٢٠٠، وفيات الأعيان ١/ ١٢٧، ألف ليلة وليلة / الليلة ٦٠١، تأريخ آداب اللغة العربية لزيدان ٢/ ٢٥٦، أعيان الشيعة ج ٩ / مج ١٠/ ٤١٧ - ٤١٨، شعر النامي ٤٠ - ٤٢.
(٣) ترجمه المؤلف برقم ٧٤.