[11] أبو الطيب، أحمد بن الحسين بن عبد الصمد
  شعره ووعده كافور بولاية بعض أعماله، فلما رأى كبر نفسه وما يصفها به في شعره كقوله في القصيدة التي هنأه بها:
  وفؤادي من الملوك وإن كا ... ن لساني يرى من الشعراء
  وأمثاله.
  رجع عن توليته، فعوتب في ذلك، فقال: يا قوم رجل يدّعي النبوّة مع محمد ÷ كيف لا يدّعي الملك ما كافور، فحسبكم(١).
  وذكر أبو الفتح ابن جنّي النحوي(٢): أنه لما أنشد سيف الدولة:
  يا أيها المحسن المشكور من قبلي ... والشكر من قبل الإحسان لا قبلي
  أقل، أنل، اقطع، أجمل علي سل أعد ... زد هشّ بشّ تفضّل ادن سهل
  وقّع سيف الدولة تحت أقل: «أقلناك» وتحت: أنل: «أنلناك»، يحمل إليه من الدراهم كذا، وتحت: اقطع: «أقطعناك الضيعة الفلانية»، ضيعة بباب حلب، وتحت: «إجمل، يقاد إليه الفرس الفلاني ... كذا إلى آخر البيت.
  قال أبو الفتح: فبلغني أن المتنبي لما كتب إلى سيف الدولة تحت: سر «قد سررناك» قال: إنما أردت من سر السرية، فأمر له بجارية.
  قال: وحكى العقيلي وهو شيخ كان بحضرة سيف الدولة ظريف قال:
  وحسد المتنبي على كثرة ما أمر له به، قال: قد فعلت به كل شيء يسألك، فهلّا قلت له لما قال: هش بش. هه هه هه، حكاية عن الضحك، فتبسّم سيف الدولة وقال له: ولك أيضا كما تحب، وأمر له بصلة.
(١) الوفيات ١/ ١٢٢.
(٢) عثمان بن جني الموصلي، أبو الفتح: من أئمة الأدب والنحو، وله شعر. ولد بالموصل وتوفي ببغداد سنة ٣٩٢ هـ، عن نحو ٦٥ عاما. وكان أبوه مملوكا روميا لسليمان بن فهد الأزدي الموصلي. من تصانيفه رسالة في «من نسب إلى أمه من الشعراء - خ» و «شرح ديوان المتنبي - ط»، وغير ذلك وهو كثير. وكان المتنبي يقول: ابن جني أعرف بشعري مني.
ترجمته في: معجم الأدباء ١٢/ ١٨١ - ١١٥ وفيات الأعيان ٣/ ٢٤٦ - ٢٤٨، وآداب اللغة ٢:
٣٠٢ و Brock. S. I: ١٩١ وشذرات ٣: ١٤٠ ومفتاح السعادة ١: ١١٤ والفهرس التمهيدي ٢٩٨ ونزهة الألبا ٤٠٦ ويتيمة الدهر ١: ٧٧ ومجلة المجمع العلمي العربي ٣٢: ٣٣٨ - ٦٥٨. الاعلام ط ٤/ ٤ / ٢٠٤.