[11] أبو الطيب، أحمد بن الحسين بن عبد الصمد
  وحكى القاضي أبو الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني(١) في كتاب «الوساطة»: إن أبا الطيّب نسج على منوال ديك الجن حيث قال:
  أخلّ وأمرز وضرّ وأنفع ولن ... وأخشن ورش وابر وانتدب بالمعالي
  وأخبرني القاضي العلامة أبو محمد أحمد بن ناصر بن محمد بن عبد الحق - الآتي ذكره إن شاء اللّه تعالى(٢) - عن والدي ¦: إن أبا الطيب كان يتحقق قول أمير المؤمنين # تحقّقا شديدا، وإن له فيه عدّة قصائد سمّاها «العلويات»، وإنّما حذفت من أكثر نسخ ديوانه لشدّة العصبيات في المذاهب، فلذا ذكرته، ويقوّي ذلك أنه كوفي، والكوفة إحدى معادن الشيعة، وفي شعره إشارات إلى ذلك، فمن ذلك ما قاله في قصيدة كتبها إلى سيف الدولة(٣) وهو بفارس في حضرة عضد الدولة(٤) ويجيبه عن كتاب:
  مبارك الاسم أغرّ اللقب ... كريم الجرشى شريف النسب
  والجرشى: النفس، وإنما كانت بركة اسمه لموافقة اسم علي #.
  وكان الحكيم الفاضل محمد بن صالح الجيلاني(٥) نزيل اليمن إذا رأى من رجل اسمه عليّ فضيلة أو خيرا قال: هذا من بركة اسمه.
  ورأيت في بعض أخباره إن آخر شعر قاله، وقد عوتب في تركه مديح أهل البيت سيّما أمير المؤمنين # فقال:
(١) هو أبو الحسن القاضي علي بن عبد العزيز بن الحسن الجراجاني، كان فقيها أديبا شاعرا، ومن المقربين إلى الصاحب بن عباد. رحل في صباه إلى عدة أقطار، ولقي العلماء فاستفاد كثيرا.
تولى قضاء جرجان، ثم قضاء القضاة في الري، توفي سنة ٣٩٢ وقيل غير ذلك. من آثاره:
الوساطة بين المتنبي وخصومه، وتهذيب التاريخ، وديوان شعره.
ترجمته في: يتيمة الدهر ٤/ ٣ - ٢٦، الكنى والألقاب ٢/ ٣١، هدية العارفين ١/ ٦٨٤، وفيات الأعيان ٣/ ٢٧٨ - ٢٨١، شذرات الذهب ٣/ ٥٦، طبقات الشافعية ٣/ ٤٥٩، النجوم الزاهرة ٤/ ٢٠٥، معجم الأدباء ١٤/ ١٤، أنوار الربيع ٤ / هـ ١٨٦.
(٢) ترجمه المؤلف برقم ٢٣.
(٣) ترجمه المؤلف برقم ١٤١.
(٤) ترجمه المؤلف برقم ١٣٠.
(٥) ترجمه المؤلف برقم ١٥٧.