نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[11] أبو الطيب، أحمد بن الحسين بن عبد الصمد

صفحة 185 - الجزء 1

  وتركت مدحي للوصي تعمّدا ... إذ كان فضلا مستطيلا شاملا

  وإذا استطال الشيء قام بنفسه ... وصفات ضوء الشمس تذهب باطلا

  وروي أنه كان بين عسكر سيف الدولة وعسكر مصر حرب بصفين فقال:

  يا سيف دولة ذي الجلال ... خير البرية⁣(⁣١) والأنام سمّي

  انظر إلى صفين حين أتيتها ... فانجاب عنها العسكر الغربيّ

  فكأنه جيش ابن هند رعته ... حتى كأنك يا علي عليّ

  ولا بد أن نشير إلى شيء من خبره وشعره ليطالعه من يتشوّق إليه.

  ذكر الإمام أبو الفتح ابن جني النحوي الأديب⁣(⁣٢): إن أبا الطيب لما أنشد سيف الدولة قصيدته الميمية المشهورة وأولها:

  وا حرّ قلباه ممّن قلبه شبم ... ومن بجسمي وحالي عنده سقم⁣(⁣٣)

  ما لي أكتّم حبّا قد برى جسدي ... وتدّعي حبّ سيف الدّولة الأمم⁣(⁣٤)

  إن كان يجمعنا حبّ لغرّته ... فليت أنّا بقدر الحبّ نقتسم⁣(⁣٥)

  يا من يعزّ عليّنا أن نفارقهم ... وجداننا كلّ شيء بعدكم عدم

  إذا ترحّلت عن قوم وقد قدروا ... أن لا تفارقهم فالرّاحلون هم⁣(⁣٦)

  فعرض فيها بعتبه، وتغيّر عليه سيف الدولة، فأكمن له جماعة من غلمانه وفيهم من غلمان أبي العشائر بن حمدان ليقتلوه ليلا، فلم يتفق.

  وقيل: إن الحسين بن أحمد الهمداني المعروف بابن خالويه النحوي المشهور وقع بينه وبين أبي الطيب كلام بحضرة سيف الدولة في المجلس الذي كان سيف الدولة يعقده لكل ليلة جمعة، ويحضر فيه العلماء والفضلاء في كل فن والأدباء، فوثب ابن خالويه فضرب وجه المتنبي بمفتاح كان في يده فشجّه وخرج


(١) هامش الأصل: «الخلائف».

(٢) مرّت ترجمته بهامش سابق.

(٣) واحر قلباه: الألف للندبة، والهاء للسكت. الشبم: البارد.

(٤) يقول: ما لي أخفي حبه الذي أنحل جسدي والناس يدعون حبه وهم خلاف ما يظهرون.

(٥) غرته: طلعته، وأن وصلتها سدت مسد معمولي ليت.

(٦) كاملة في ديوانه ٣٣١ - ٣٣٤.