نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[11] أبو الطيب، أحمد بن الحسين بن عبد الصمد

صفحة 186 - الجزء 1

  دمه يسيل على ثيابه، فقصد مصر وجرى له ما جرى⁣(⁣١).

  وشعره كله غرر، لكني طربت لوصفه للأسد من قصيدته التي مدح بها بدر ابن عمّار بن إسماعيل الأسدي صاحب طرابلس، وقد قتل أسدا، فذكرتها هنا على عادتي في إيراد شيء من شعر الشاعر الذي أذكره وهي:

  في الخدّ ان عزم الخليط رحيلا ... مطر تزيد به الخدود محولا⁣(⁣٢)

  يا نظرة نفت الرّقاد وغادرت ... في حدّ قلبي ما حييت فلو لا⁣(⁣٣)

  كانت من الكحلاء سؤلي إنّما ... أجلي تمثّل في فؤادي سولا⁣(⁣٤)

  أجد الجفاء على سواك مروءة ... والصّبر إلّا في نواك جميلا

  وأرى تدلّلك الكثير محبّبا ... وأرى قليل تدلّل مملولا

  تشكو روادفك المطيّة فوقها ... شكوى التي وجدت هواك دخيلا

  ويغيرني جذب الزمان لقلبها ... فمها إليك كطالب تقبيلا

  حدق الحسان من الغواني هجن لي ... يوم الفراق صبابة وعويلا⁣(⁣٥)

  حدق يذمّ من القواتل غيرها ... بدر بن عمّار بن إسماعيلا⁣(⁣٦)

  الفارج الكرب العظام بمثلها ... والتّارك الملك العزيز ذليلا⁣(⁣٧)

  محل إذا مطل الغريم بدينه ... جعل الحسام بما أراد كفيلا⁣(⁣٨)

  نطق إذا حطّ الكلام لثامه ... أعطى بمنطقه القلوب عقولا⁣(⁣٩)

  أعدى الزّمان سخاؤه فسخا به ... ولقد يكون به الزّمان بخيلا


(١) وفيات الأعيان ١/ ١٢٢ - ١٢٣.

(٢) الخد: خبر مقدم عن مطر. الخليط: العشيرة. المحول: الجدب، والمراد بمحل الخدود ذهاب نضرتها من الحزن على فراق الأحبة.

(٣) الفلول: من فل السيف إذا كسر حرفه، أي أن هذه النظرة للحبيبة تركت قلبه كالسيف المكسر لا يقوى على مقاومة النوائب.

(٤) الكحلاء: السوداء الجفون. السؤال: ما يتمناه الإنسان ويسأله. الأجل: منتهى الحياة.

(٥) الصبابة: رقة الشوق.

(٦) يذم: يجير أن ينقذ، وغيرها منصوب على الاستثناء، وبدر فاعل يذم، أي أنه ينقذ من كل ما يقتل ما عدا أحداق الحسان.

(٧) الكرب جمع كربة: حزن يأخذ بالنفس.

(٨) المطل: التسويف بوعد الوفاء مرة بعد أخرى.

(٩) النطق: اللسان البليغ.