نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[11] أبو الطيب، أحمد بن الحسين بن عبد الصمد

صفحة 188 - الجزء 1

  أسد يرى عضويه فيك كليهما ... متنا أزلّ وساعدا مفتولا⁣(⁣١)

  في سرج ظامئة الفصوص طمرّة ... يأبى تفرّدها لها التّمثيلا⁣(⁣٢)

  نيّالة الطّلبات لولا أنّها ... تعطي مكان لجامها ما نيلا⁣(⁣٣)

  تندى سوالفها إذا استحضرتها ... ويظنّ عقد عنانها محلولا⁣(⁣٤)

  ما زال يجمع نفسه في زوره ... حتى حسبت العرض منه الطّولا⁣(⁣٥)

  ويدقّ بالصّدر الحجار كأنّه ... يبغي إلى ما في الحضيض سبيلا⁣(⁣٦)

  وكأنّه غرّته عين فادّنى ... لا يبصر الخطب الجليل جليلا⁣(⁣٧)

  أنف الكريم من الدّنيئة تارك ... في عينه العدد الكثير قليلا

  والعار مضّاض وليس بخائف ... من حتفه من خاف ممّا قيلا⁣(⁣٨)

  سبق التقاءكه بوثبة هاجم ... لو لم تصادمه لجازك ميلا⁣(⁣٩)

  خذلته قوّته وقد كافحته ... فاستنصر التّسليم والتّجديلا⁣(⁣١٠)

  قبضت منيّته يديه وعنقه ... فكأنّما صادفته مغلولا

  سمع ابن عمّته به وبحاله ... فغدا يهرول أمس منك مهولا⁣(⁣١١)

  وأمرّ ممّا فرّ منه فراره ... وكقتله أن لا يكون قتيلا⁣(⁣١٢)

  تلف الذي اتّخذ الجراءة خلّة ... وعظ الذي اتّخذ الفرار خليلا⁣(⁣١٣)


(١) يريد بالعضوين ما ذكره فيما بعد وهما المتن والساعد أي أنك تشبهه فيهما.

(٢) ظامئة الفصوص: دقيقة المفاصل. الطمرة: الوثابة، يصف فرسه بذلك.

(٣) نيالة من النيل: إصابة المطلوب، وما نيل نفي جواب لولا أي أنها لو لم تحط رأسها للجام لم ينله فارسها لارتفاعه.

(٤) استحضرتها: ركضتها. العنان: سير اللجام. أي أنها تنثني سريعا.

(٥) الزور: وسط الصدر حيث تلتقي العظام.

(٦) الحضيض: القرار في الأرض عند أسفل الجبل.

(٧) أدنى: اقترب.

(٨) مضاض: مؤلم.

(٩) أي سبقك بالتقاء ولو لم تصادمه لفاتك ميلا من شدة الوثبة.

(١٠) استنصر: طلب النصرة. التجديل: الطرح على الأرض.

(١١) يهرول: يسرع في مشيه. مهولا: مذعورا.

(١٢) وكقتله خبر مقدم عن المصدر المؤول بعده أي أن فراره من الهلاك أمرّ من الهلاك لما فيه من الذل، وعدم موته قتيلا مثل قتله لأنه سلم من الهرب.

(١٣) تلف: مبتدأ خبره جملة وعظ. الخلة: الخليلة، الصاحبة، أي أن هلاك هذا كان موعظة لذاك.