[11] أبو الطيب، أحمد بن الحسين بن عبد الصمد
  أسد يرى عضويه فيك كليهما ... متنا أزلّ وساعدا مفتولا(١)
  في سرج ظامئة الفصوص طمرّة ... يأبى تفرّدها لها التّمثيلا(٢)
  نيّالة الطّلبات لولا أنّها ... تعطي مكان لجامها ما نيلا(٣)
  تندى سوالفها إذا استحضرتها ... ويظنّ عقد عنانها محلولا(٤)
  ما زال يجمع نفسه في زوره ... حتى حسبت العرض منه الطّولا(٥)
  ويدقّ بالصّدر الحجار كأنّه ... يبغي إلى ما في الحضيض سبيلا(٦)
  وكأنّه غرّته عين فادّنى ... لا يبصر الخطب الجليل جليلا(٧)
  أنف الكريم من الدّنيئة تارك ... في عينه العدد الكثير قليلا
  والعار مضّاض وليس بخائف ... من حتفه من خاف ممّا قيلا(٨)
  سبق التقاءكه بوثبة هاجم ... لو لم تصادمه لجازك ميلا(٩)
  خذلته قوّته وقد كافحته ... فاستنصر التّسليم والتّجديلا(١٠)
  قبضت منيّته يديه وعنقه ... فكأنّما صادفته مغلولا
  سمع ابن عمّته به وبحاله ... فغدا يهرول أمس منك مهولا(١١)
  وأمرّ ممّا فرّ منه فراره ... وكقتله أن لا يكون قتيلا(١٢)
  تلف الذي اتّخذ الجراءة خلّة ... وعظ الذي اتّخذ الفرار خليلا(١٣)
(١) يريد بالعضوين ما ذكره فيما بعد وهما المتن والساعد أي أنك تشبهه فيهما.
(٢) ظامئة الفصوص: دقيقة المفاصل. الطمرة: الوثابة، يصف فرسه بذلك.
(٣) نيالة من النيل: إصابة المطلوب، وما نيل نفي جواب لولا أي أنها لو لم تحط رأسها للجام لم ينله فارسها لارتفاعه.
(٤) استحضرتها: ركضتها. العنان: سير اللجام. أي أنها تنثني سريعا.
(٥) الزور: وسط الصدر حيث تلتقي العظام.
(٦) الحضيض: القرار في الأرض عند أسفل الجبل.
(٧) أدنى: اقترب.
(٨) مضاض: مؤلم.
(٩) أي سبقك بالتقاء ولو لم تصادمه لفاتك ميلا من شدة الوثبة.
(١٠) استنصر: طلب النصرة. التجديل: الطرح على الأرض.
(١١) يهرول: يسرع في مشيه. مهولا: مذعورا.
(١٢) وكقتله خبر مقدم عن المصدر المؤول بعده أي أن فراره من الهلاك أمرّ من الهلاك لما فيه من الذل، وعدم موته قتيلا مثل قتله لأنه سلم من الهرب.
(١٣) تلف: مبتدأ خبره جملة وعظ. الخلة: الخليلة، الصاحبة، أي أن هلاك هذا كان موعظة لذاك.