نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[11] أبو الطيب، أحمد بن الحسين بن عبد الصمد

صفحة 189 - الجزء 1

  لو كان علمك بالإله مقسّما ... في النّاس ما بعث الإله رسولا

  لو كان لفظك فيهم ما أنزل ال ... فرقان والتّوّراة والإنجيلا

  لو كان ما تعطيهم من قبل أن ... تعطيهم لم يعرفوا التّأميلا

  فلقد عرفت وما عرفت حقيقة ... ولقد جهلت وما جهلت خمولا⁣(⁣١)

  نطقت بسؤددك الحمام تغنّيا ... وبما تجشّمها الجياد صهيلا⁣(⁣٢)

  ولعمري لقد أجاد في وصف الريبال، وجاء بما لا يجول في خلد ولا يحضر في بال، وليس في القصيدة لو ولولا، فتنقصها إلّا الغلوّ في آخرها في حق بشر مهين، فاللّه يعفو عنه.

  وكان أبو زبيد الطائي⁣(⁣٣) الشاعر أحد الوصّافين للأسد لقصّة طرأت له معه حتى لامه قومه قائلين نخشى عليك أن تعيّرنا العرب بذلك.

  ومن ظريف خبره: أن عمر بن الخطاب سأله يوما عن قصّته معه فأقبل يحدّثه بها ويهوّلها حتى ضرط بعض الحاضرين، فالتفت إليه أبو زبيد وقال: كيف لو رأيته يا بن أخي.


(١) يقول: إن الناس عرفوك بما ظهر من كرمك ولكنهم لم يعرفوا حقيقة ما أنت عليه لقصورهم عن إدراك ذلك لا لكونك خامل الذكر.

(٢) ديوانه ١٤٤ - ١٤٨.

(٣) المنذر بن حرملة الطائي القحطاني، أبو زبيد: شاعر نديم معمّر، من نصارى طيّء. عاش زمنا في الجاهلية، وكان يزور الملوك ولا سيما ملوك العجم لعلمه بسيرهم. وأدرك الإسلام ولم يسلم. وكان يدخل مكة متنكرا. واستعمله «عمر» على صدقات قومه. قال البغدادي: ولم يستعمل نصرانيا غيره. وكانت إقامته على الأكثر عند أخواله بني تغلب بالجزيرة الفراتية. وانقطع إلى منادمة «الوليد بن عقبة» أيام ولايته الكوفة، في عهد عثمان. وكان يفد على عثمان فيقرّبه ويدني مجلسه، لاطلاعه عل أخبار من أدركهم من ملوك العرب والعجم. ومات بالكوفة أو في باديتها بنحو سنة ٦٢ هـ، في زمن معاوية. وقيل: دفن على البليخ إلى جانب قبر الوليد بن عقبة.

والبليخ نهر بالرقة. جمع ما بقي من شعره في «ديوان - ط» ببغداد.

ترجمته في:

خزانة الأدب للبغدادي ٢: ١٥٥، وكتاب المعمرين ٨٦، والشعر والشعراء ١٠١ (٢٦٠ في الطبعة الأخيرة) وهو في هذه المصادر: «المنذر بن حرملة» وسماه ياقوت في معجم الأدباء ٤: ١٠٧ - ١١٥ «حرملة بن المنذر»؟ ومثله في طبقات ابن سلام ١٣٢ وتهذيب ابن عساكر ٤: ١٠٨، الاعلام ط ٤/ ٧ / ٢٩٣.