نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[11] أبو الطيب، أحمد بن الحسين بن عبد الصمد

صفحة 192 - الجزء 1

  أبي محمد بن عبدون⁣(⁣١) في البسامة المشهورة:

  الدهر يفجع بعد العين بالأثر ... فما البكاء على الأشباح والصور

  ثم عاتب كافورا بالقصيدة البائية المشهورة التي منها:

  أرى لي بقربي منك عينا قريرة ... وإن كان قربا بالبعاد يثاب

  قال ابن خلكان في التأريخ: ثم بقي سنة لا يجتمع بكافور إلّا إذا ركب في خدمته خوفا منه.

  وقال في يوم عرفة سنة خمسين وثلاثمائة قصيدته الدالية التي يهجوه بها وأوّلها:

  عيد بأيّة حال عدت يا عيد ... بما مضى أم لأمر فيه تحديد⁣(⁣٢)

  ما كنت أحسبني أحيى إلى زمن ... يسيء بي فيه كلب وهو محمود⁣(⁣٣)

  من علّم الأسود المخصيّ مكرمة ... أقومه البيض أم آباؤه الصّيد⁣(⁣٤)

  وذاك أنّ الفحول البيض عاجزة ... عن الجميل فكيف الخصية السّود؟

  العبد ليس بحرّ صالح بأخ ... لو أنه في ثياب الحرّ مولود

  لا تشتري العبد إلّا والعصا معه ... إنّ العبيد لأنجاس مناكيد⁣(⁣٥)


(١) هو أبو محمد عبد المجيد بن عبد اللّه بن عبدون الفهري الأندلسي. نحوي شاعر كاتب، استوزره المتوكل من بني الأفطس، وبعد انتهاء دولته استوزره المرابطون. له القصيدة العصماء المشهورة التي يرثي بها المتوكل وولديه الفضل والعباس، حينما قتلهم المرابطون صبرا ومطلعها: -

الدهر يفجع بعد العين والأثر ... فما البكاء على الأشباح والصور

ومنها: -

وليتها إذ فدت عمرا بخارجة ... فدت عليا بمن شاءت من البشر

توفي بيابرة - وهي مسقط رأسه - سنة ٥٢٩ وقيل ٥٢٠ هـ. كان عالما بالتاريخ، ومن محفوظاته كتاب الأغاني لأبي الفرج. من مؤلفاته: كتاب الانتصار لأبي عبيدة على ابن قتيبة.

ترجمته في: الصلة لابن بشكوال ١/ ٣٦٩، والمعجب / ١٢٨ - ١٤٤، فوات الوفيات ٢/ ١٩، دائرة المعارف الإسلامية ١/ ٢٢٥، أنوار الربيع ١ / هـ ١٨٧.

(٢) قوله: عيد، أي هذا عيد، وبما مضى: أي أبما مضى.

(٣) أي أني مضطر إلى حمده مع إساءته إلي.

(٤) الصيد، جمع أصيد: الملك العظيم.

(٥) المناكيد، جمع منكود: قليل الخير، يعني لا يصلح إلّا على الضرب والإهانة. =