[11] أبو الطيب، أحمد بن الحسين بن عبد الصمد
  وسافر أبو الطيب من مصر مستخفيا قاصدا بلاد فارس وملكها أبا شجاع عضد الدولة - الآتي ذكره إن شاء اللّه تعالى(١) - وذمّ كافورا في طريقه بقصيدته المقصورة التي وصف بها سفره ومنازله، ومطلعها:
  ألا كلّ ماشية الخيزلى ... فدى كلّ ماشية الهيدلى
  وكلّ نجاة بجاويّة ... طموح وما بي حسن المشي(٢)
  ومنها:
  ومن جهلت نفسه قدره ... رأى غيره منه ما لا يرى(٣)
  وقد ضلّ قوم بأصنامهم ... وأمّا بزقّ رياح فلا(٤)
  وماذا بمصر من المضحكا ... ت ولكنّه ضحك كالبكا
  بها نبطيّ من أهل السّوا ... د يدرّس أنساب أهل الفلا(٥)
  وأسود مشفره نصفه ... يقال له أنت بدر الدّجى(٦)
  وشعر مدحت به الكركد ... نّ بين القريض وبين الرّقى(٧)
  فما كان ذلك مدحا له ... ولكنّه كان هجو الورى(٨)
  الخيزلى: مشية للنساء فيها تثنّي وتكسر، والهيدلى: نوع من سير الإبل، والبجاوية بالموحّدة والجيم المنسوبة إلى البجاة وهي قبيلة من السودان تجاور العرامات من أسفل ديار مصر والحبشة من ناحية المغرب مشهورة بالجودة والسرعة.
= والقصيدة كاملة في ديوانه ٥٠٦ - ٥٠٨.
(١) ترجمه المؤلف برقم ١٣٠.
(٢) النجاة: الناقة السريعة. بجاوية: نسبة إلى بجاوة وهي أرض بالنوبة أو قبيلة من السودان توصف نوقها بالسرعة. وما بي أي ما أهتم له. المشي جمع مشية: هيئة المشي.
(٣) أي يرى الناس العيوب في من جهل قدر نفسه وهو لا يراها.
(٤) زق: اسم عام للظرف (ضرف).
(٥) النبط: جيل من العجم ينزلون بالبطائح بين العراقين، قيل سموا بذلك لكثرة النبط عندهم وهو الماء. والمراد بالسواد سواد العراق.
(٦) المشفر: شفة البعير.
(٧) الكركدن: اسم حيوان عظيم الخلقة ويقال له وحيد القرن. الرقى جمع رقية: من أعمال السحر.
يقول: إن شعره مدح من وجه ورقية من وجه لأنه يرقيه به ليأخذ ماله.
(٨) كاملة في ديوانه ٥٠٩ - ٥١٢.