نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[11] أبو الطيب، أحمد بن الحسين بن عبد الصمد

صفحة 193 - الجزء 1

  وسافر أبو الطيب من مصر مستخفيا قاصدا بلاد فارس وملكها أبا شجاع عضد الدولة - الآتي ذكره إن شاء اللّه تعالى⁣(⁣١) - وذمّ كافورا في طريقه بقصيدته المقصورة التي وصف بها سفره ومنازله، ومطلعها:

  ألا كلّ ماشية الخيزلى ... فدى كلّ ماشية الهيدلى

  وكلّ نجاة بجاويّة ... طموح وما بي حسن المشي⁣(⁣٢)

  ومنها:

  ومن جهلت نفسه قدره ... رأى غيره منه ما لا يرى⁣(⁣٣)

  وقد ضلّ قوم بأصنامهم ... وأمّا بزقّ رياح فلا⁣(⁣٤)

  وماذا بمصر من المضحكا ... ت ولكنّه ضحك كالبكا

  بها نبطيّ من أهل السّوا ... د يدرّس أنساب أهل الفلا⁣(⁣٥)

  وأسود مشفره نصفه ... يقال له أنت بدر الدّجى⁣(⁣٦)

  وشعر مدحت به الكركد ... نّ بين القريض وبين الرّقى⁣(⁣٧)

  فما كان ذلك مدحا له ... ولكنّه كان هجو الورى⁣(⁣٨)

  الخيزلى: مشية للنساء فيها تثنّي وتكسر، والهيدلى: نوع من سير الإبل، والبجاوية بالموحّدة والجيم المنسوبة إلى البجاة وهي قبيلة من السودان تجاور العرامات من أسفل ديار مصر والحبشة من ناحية المغرب مشهورة بالجودة والسرعة.


= والقصيدة كاملة في ديوانه ٥٠٦ - ٥٠٨.

(١) ترجمه المؤلف برقم ١٣٠.

(٢) النجاة: الناقة السريعة. بجاوية: نسبة إلى بجاوة وهي أرض بالنوبة أو قبيلة من السودان توصف نوقها بالسرعة. وما بي أي ما أهتم له. المشي جمع مشية: هيئة المشي.

(٣) أي يرى الناس العيوب في من جهل قدر نفسه وهو لا يراها.

(٤) زق: اسم عام للظرف (ضرف).

(٥) النبط: جيل من العجم ينزلون بالبطائح بين العراقين، قيل سموا بذلك لكثرة النبط عندهم وهو الماء. والمراد بالسواد سواد العراق.

(٦) المشفر: شفة البعير.

(٧) الكركدن: اسم حيوان عظيم الخلقة ويقال له وحيد القرن. الرقى جمع رقية: من أعمال السحر.

يقول: إن شعره مدح من وجه ورقية من وجه لأنه يرقيه به ليأخذ ماله.

(٨) كاملة في ديوانه ٥٠٩ - ٥١٢.