فإذا هو السابق.

  ونقلت من خطّه أنه كتب إلى الأديب محمد بن منصور المكي، وكان مغرما بالتّتن:

  أقول لماهر في الشعر تزري ... معانيه البديعة بابن هاني

  الست تعدّ في الشعراء رأسا ... فقل لي كيف ملت إلى الدخان

  وله أيضا في التوجيه بعلم الرمل وأجاد:

  تجنى نقي الخدّ لما طلبته اج ... تماعا وولى من مقالي غضبانا

  فقلت ستلقاني غدا بك ضاحكا ... إذا صرت من بعد الملاحة لحيانا⁣^(⁣١)

  قيل: كان الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد الشافعي⁣^(⁣٢) عظيم اللحية جدّا، فقال فيه بعض شعراء وقته:

  لتقيّ الدين ذقن ... تملأ الكف وتفضل

  فاعمل المنخل منها ... لدقيق العيد وانخل

  وقال مجير الدين محمد بن تميم الأشغردي⁣^(⁣٣) فيه مضمّنا، وقيل هما للقيراطي⁣^(⁣٤) وكان بتقي الدين وسوسة في الوضوء:

(١) نشر العرف ١/ ١٢٠.

(٢) هو قاضي القضاة أبو الفتح تقي الدين محمد بن علي بن وهب بن مطيع القشيري المعروف بابن دقيق العيد. ولد سنة ٦٢٥ هـ، ودرس على والده وعلى جماعة من علماء عصره، وإلى أن أصبح من العلماء الأعلام تصدر للتدريس، وتخرج عليه طائفة من العلماء. كان مالكيا ثم عدل إلى المذهب الشافعي، وكان كريما سمحا ورعا. توفي سنة ٧٠٢ هـ. من آثاره: الالمام في أحاديث الأحكام، وكتاب الام في عشرين مجلدا، والاقتراح في علوم الحديث واقتناص السوائح.

ترجمته في: الطالع السعيد في أسماء نجباء الصعيد / ٥٦٧، والبدر الطالع ٢/ ٢٢٩، وفوات الوفيات ٢/ ٤٨٤، النجوم الزاهرة ٨/ ٢٠٦، والكواكب السيارة في ترتيب الزيارة / ٢٧١، وشذرات الذهب ٦/ ٥، وهدية العارفين ٢/ ١٤٠، أنوار الربيع ٢ / هـ ٢٧٣.

(٣) مرت ترجمته بهامش سابق.

(٤) هو إبراهيم بن شرف الدين عبد اللّه بن محمد بن عسكر بن مظفر المعروف ببرهان الدين القيراطي. ولد سنة ٧٢٦ هـ. حفظ القرآن، واشتغل بالفقه، وفاق أهل زمانه في الأدب والشعر.

جاور مكة المكرمة، وحدث بها وكتب عنه جماعة من علمائها والقادمين عليها، ومات بها سنة ٧٨١. من آثاره: مطلع النيرين يشتمل على النظم والنثر، والوشاح المفصل في الأدب، وديوان شعره. =