نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[12] السيد شمس الدين أحمد بن الحسن بن المطهر

صفحة 209 - الجزء 1

  كم حمام قد كان منها حمامي ... عندما ناحت الضحى بحماها

  كم أفاضت بجرأة أدمع العي ... ن فيا للإله ما أجراها

  هيجت من فروعها لي شجونا ... هي أصل الأشجان لا ما سواها

  فشجوني منها فيا ليت شعري ... ما الذي شاقها وما أبكاها

  أي حزن لها وها هي في الدو ... ح مع الألف دائما سكناها

  ما جفاها خلّ كما قد جفاني ... أو مناها دهر ببعد مناها

  ولها مثلما علمت جناح ... إن نأى من تحب عن مغناها

  كم تغنّي وكم تنوح ولم أد ... ر بذاك النواح ما معناها

  إن يكن ما ادعت من الحزن حقا ... فلماذا قد خالفت مدّعاها

  خضّبت كفها وطوّقت الجي ... د وغنّت فأين منها جواها

  أين منها صبابتي وولوعي ... بربوع هيهات أن أنساها

  ليت أني إن لم يكن لي إلى العو ... د سبيل عند المنام أراها⁣(⁣١)

  وهي طويلة، كتبها إلى القاضي الأديب ضياء الدين يوسف بن علي بن هادي الكوكباني، يلتمس منه عارية كتابه المسمى «بطوق الصادح»، ولهذا أكثر من خطاب ذات الطوق وأتى بما بهر عطف ذي الشوق، وهي دالة على فضله في سبك الذهب، دلالة لجين الصبح من ذكا على اللهب، وسيأتي شيء مما نغم به الناس في الحمامات، ولما اشتهر بين الأدباء قول ابن قرناص⁣(⁣٢):

  خضبت كفّها وطوّقت الجي ... د وغنّت وما الحزين كذلك

  ذكره هنا على جهة التلميح، وأما قوله: كم تغني وكم تنوح، فقد كشف الخطيب أبو نصر المنازي⁣(⁣٣) بقوله:


(١) نشر العرف ١/ ١١٨ - ١٢٠.

(٢) محي الدين بن قرناص الحموي، شاعر مجيد وأديب مشهور، أورد له ابن حجة الحموي كثيرا من شعره في خزانة الأدب، ويظهر أنه من شعراء القرن السابع الهجري.

نتف عابرة عنه في: المنهل الصافي ١/ ١٢٢، سلاطين المماليك ٦/ ١٩٦، ٨/ ٤٠٨، ٤٦٢، أنوار الربيع ١ / هـ ٢٦٨.

(٣) هو أبو نصر أحمد بن يوسف السليكي المنازي. وزر لأبي نصر أحمد بن مروان الكردي صاحب ميافارقين وديار بكر. كان شاعرا كاتبا. ترسل إلى القسطنطينية مرارا إلى ملك الروم، وجمع كتبا كثيرة، وقسمها بين آمد وميافارقين وأوقفها. عاصر أبا العلاء المعري واجتمع به مرارا. توفي سنة =